تخميس قصيدة ابن الفارض سلطان العاشقين
(ما بين قوسين لابن الفارض)
إن عِشتُ أبكي قيلَ ما يُبكيهِ
وحبيبُ قلبي حُسنُه يَكفيهِ
أرضى بقُربٍ والنَّوى يُرضيهِ
(أُخفي الهوى ومَدامعي تُبديهِ
وأُميتُهُ وصبابتي تُحييهِ)
قَدَري بأن يبقى هَوايَ مُعَنَّفٌ
ويَزيدُ ضَيري شارِدٌ و مُهَفهَفٌ
والقلبُ في ذاك الغزالِ مُرَفرِفٌ
(ومُعذبي حُلو الشّمائلِ أَهيَفٌ
قد جُمِّعَت كلُّ المَحاسنِ فيهِ)
يَئِسَ الهوى منّي فكيف بمُرجِفٍ
والخِلُّ لا يدري فهل مِن مُسعِفٍ
فاعجَب لإحساسٍ رقيقٍ مُرهَفٍ
(فكأنه بالحُسنِ صورةُ يوسفٍ
وكأنّني بالحُزنِ مثلُ أبيهِ)
قال العلاجُ قطيعةٌ في طِبِّهِ
فالعشقُ موتٌ والدَّوا في جَبِّهِ
عَجِبَ الطّبيبُ لفِعلهِ في صَبِّهِ
(يا مُحرِقًا بالنّارِ وجهَ مُحِبِّهِ
مهلاً فإنّ مدامعي تُطفيهِ)
القُربُ من ذاك الجميلِ السّائحِ
كالنارِ من بُعدِ الوسيمِ الجارحِ
تقضي عليَّ بكلِّ سَيفٍ سافِحِ
(أحرِق بها جسدي وكلَّ جوارحي
واحرِص على قلبي فإنكَ فيهِ)
طَهّرتُ في تلك السُّلافِ جَنابتي
وشَرِبتُ من سُقمٍ كؤوسَ مَرارتي
ووصلتُ في حُبِّ الحبيبِ مُدامتي
(إن أنكرَ العُشّاقُ فيك صبابتي
فأنا الهوى وابنُ الهوى وأخيهِ)
مصطفى محمد كردي