توبة عاشق

بذلتُ لحِبّي كل حُبٍّ فعابَني

وهل كان عيبًا أن أحبَ فيَعجَبُ

وإنّي من الإخلاصِ أخلصتُ في الهوى

وأعلنتُ أنّي عاشقٌ أتَقرَّبُ

فما بالُ حِبّي إن أتى نَفَسُ الهوى

يُعلِّقُ بالتّنهيدِ نفسًا ويَهربُ

فرشتُ له صدرَ المتيّمِ خاليًا

فداسَ نقيَ الرّوحِ يلهو ويلعبُ

وصرتُ كما المجنونِ في حَيِّ حَيّهِ

وزادَ اعتلالي ذِلَّتي حين يَغضبُ

وما كان طيشًا أن أموتَ بكأسهِ

ولكنّ طعمَ الموتِ يحلو ويَعذبُ

تركتُ جميعَ الخلقِ في ودِّ ودِّهِ

وقرّبَ غيري ثم يبكي ويَعتبُ

وجرّبَ بالتّنكيلِ والهجرِ صاديًا

وما زالَ يمشي في النّوى ويُجرِّبُ

يصدِّقُ عنّي والعدوّ يَعدُّني

صدوقَ لسانٍ لا أقولُ فأكذبُ

وأشرحُ بالتّفصيلِ في شَرِّ نظرة

وأبسِمُ للتّقبيحِ إن جاءَ يَشجُبُ

فهذا أنا في حضرةِ الصَّدِّ والذي

يدومُ على التّخوينِ في الحُبِّ يُغلَبُ

أيقسو وينأى ثم يهجو فما أرى

يعيشُ بقلبِ القلبِ من يَتقلّبُ

سيلقى نديمي في عيوني ندامةً

على كلِّ نَدبٍ في الفؤادِ فيَندِبُ

مصطفى محمد أحمد كردي