المسطحة الشعرية مهدات إلى ابني وليد السلموني
تفل العين وتشرد نظراتها ، تتفلى الوجوه عسى أن تنقب بين المرضعات فلذة ، أخفى عني الغروب وجوده ، أسيل على الوجوه دفق عتمة ، يتمدى هزيعها ليلا مطولا ، حتى إذا كل بصري وغفا في ثنايا الجرح، رماني بالعمى طوفان السراب المبجج ، دلف أسيح في فلاته ، أعقد يدي بحبل الهموم حول خصري ، كذاك الأرعن فارغ المقصد ، توخزني خطا الشوق إليه ، كأنها وتد غير مقمم يدغدغ الفؤاد بالطرق الصندد، وفي الفؤاد لفيف اللقاء المرتقب ، أوهم تبيت نبتته تشعشعا من سم حنظل تسقى جدورها ، لقد تآلف لبد الشوق والضنى والأرج ثقب مسام ضيق أديمه، أرخى علي مطرا من الهموم كأنها سهام من شهوب ساط بها جمر معجج ، والعين موضعها أنفة كنظير ثكلى لا تبدي للقاتل دمعا مسلما ، واللسان رمس لكلمات لم تجد لشكواها منصت ، سوى قلب صخرة تدرف من مقل أصداعها دمعا ، على خدها يتدلى نثرقطرات من زهوريضنيها مشاج حزني سقيما ، لقد سبا البكم اللسان عن وصف ذميمة ، والأذن بها أزيز بر كان متفجر ، ورموش غلى الجفن حطت أسمالها ، كأنها الرثاثة تخاط بنفاثة الوسن ، مزقت برجة صحوة أومأ بها حنين فاض من مسرب الخيال ، رضيع كبريق بسمة أبرق سناؤها ، تم خفت لمحها كأنها تطفى اغراقا بسراب الفدن ، فهلع ركضي كعادية تستبيق العشي إلى مهرها ، توحي إليه من أقصا جرداء بصهيل متعب ، يوقر سمعه فيحير ناصيته جهش حنحن ، كأنما يطرز من غيابها ، وشاحا نديا بعبق الرند يلاطم نفيرها ، والحافر مضغة أعل على الرهان ريحها، توزيع نقر الأرض إيقاع ركضها ، عسير وجع ذاك المخاض إنه، لا يثني عند الوضع نسائم الأفراح ، إن كل شيئ يهين أمام شوق التلاقي ، تطابق في الفطرة والعزة لأمومة ، إن الأرحام منها يأتي كل مزداد ،فهممت بالنداء لما قطع عني الوصل ، طيف أخبش ، صورة بكر أشكل ملامحها من قطر عبراتي على كآبة الغيوم ، عند بقايا أطلالي تتوارد الأسماء زحمة على اللسان ، أشب فيها الإجترار علني أعثر على إسمه أو أتذكر، صاعقة تصيب اللسان عوقا كأنه بمدية الخرس تم بثره ، والعقل ذهب به خرقا سكر النوكاء ،عصي هو ذاك الفراق الأخطل ، سمأ مهدا كنت له الحضن ، تهب مني هوجاء المشايا والفجاج عواج ، ولا مراسي لمجرى ساقي ولا الكلل بها يعقد القعود ، كأني بالمفازة أجري وراء قبر ما بلحده من رمام،