خاطرة بعنوان:(الــغــيــاب)
عَلَى بَابِ اللَّهْفَةِ وَقَفْت أَرْنُو إِلَى طَيْفٍ غَائِرٍ فِي سُوَيْدَاءِ الْفُؤَاد أُنَاجِي طَيَّ السَّبِيل وَ الشَّوْقُ جَاثِمٌ بَيْنَ سِحْرَيَّ كَبُرْكَانٍ سَعِر،يُفَتِّتُ أَرْكَانِي،يُكَسِّرُ أَقْلَامِي،يُقَطِّعُ أَوْرَاِقي،يُعَرِّجُ بِي إِلَى أَرْضِ الدَّهْشَة ثُمَّ إِلَى بِلَادِ الْجُنُون،يَسْكُنُ أَوْدَاِجِي بَرِيقُهُ فِي خِضَمِّ الْعَتْمَة،أَتَسَقَّطُ الذِّكْرَى بَيْنَ دَفَاِتِر ذَاِكرَتِي فَأَلِجُ الدَّأْمَاءَ لِأَعْثُرَ عَلَى صُورَةٍ أَشْتَهِيهَا صَوْتٌ أَعْشَقُه يَبْعَثُ جَسَدَ الْبَسْمَةِ حَنَّطَتْهُ أَحْزَانُ الْانْتِظَار سَأَلَتْنِي عَنْكَ مِرْآتُكَ كُلَّمَا أَسْقَطْتُ عَلَيْهَا خَيَالِي سَأَلَتْنِي عَنْكَ النِّسْمَةُ وَ هِيَ تُهَدْهِدُنِي سَأَلَتْنِي عَنْكَ الْأَطْيَار،الشَّمْسَ وَ الْبِحَار،الثُّلُوجَ وَ الْأَمْطَار وَ أَنْتَ بِالْكِبْرِيَاءِ مُكَبَّل فِي سَوَادِ بَيْتِ الْمَنْفَى تَبْحَثُ عَنِّي بَيْنَ قَصَائِدِي وَ دَوَاوِينِي اِجْعَلْنِي حَاضِرًا فَفَدْ سَئِمْتُ الْمَاضِي فَإِنْ شِئْتَ فَالْمُسْتَقْبَلُ مَا زَالَ يَطْلُبُنَا وَ يَرْجُونَا.
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد. تيارت/الجزائر.