الأمس هو حياتي بقلم ( الشاعر المختار السفاري)
قدري أرغمني أن أعيش غريبا مدى الحياة
غصن شجرة زيتون عبثت بي الرّياح
أبعدتني عن عروقي وغن أبنائي و بتاتي
أقضي كامل أيّامي و لياليّ و ضميري يعذّبني
و لا أجد من يواسيني إلّا دمعتي و آهاتي
حتّي الأوراق التّي كانت تكسوني لتسترني و تدفؤني
هربت لتجعل أعدائي يتغامزون و يسخرون من ذاتي
تراني أتعذّب في الدّنيا قبل الآخرة
بمرض الإشتياق الذي يعجّل موعد وفاتي
كيف لغصن نبت في شجرة مباركة
أن ينسى عروقا سقته و أطعمته لينتج الثّمرات
و يكون جحودا و ناكرا لجميل
لمن سهر عليه اللّيالي و أبعد عنه الظّلمات
تجري بي الأيّام و اللّيالي إلى الوراء
لعلّي أعيش لحظة واحدة مع أمّي و أبي في ذكرياتي
لا يهمّني الغد لأنّه عدوّي الأمس هو الوحيد حياتي