إلى هاجري (رثاءُروح)
أرجوكَ دعني
أعيدُ ترتيبَ ماضيك
أنسقُ الأيام
أركن الثواني
ذكرىً لا تنام
لأُصلَ إلى حاضرٍ
فيه أنتَ معجونٌ بالأحلام
لأُعِّدَ صدراً
يتسعُ لضجيجِ الوداع
وأهيئَ جسدي لضمِ رُفاتك
وقد استعجلتَ الختام
لباكَ الرحيلُ
فناداني الفقدان
أيُّ عُمرٍ ليسَ بالجميل ؟
ذاكَ الذي
وأدَ فرحَ المنام
كسرَ الأمالَ
دقَّ عنقُ الانتظار
قبل أن يبلغَ الوصال
أدبرَ عن الوداد
وصافحَ أيادي الآلام
عبثاً أحاولُ
ركنَ الخفقاتِ
لجمَ النبضاتِ
طمسَ معالمِ الخيبات
وكبحَ دهشةِ الفاجعة
التي رسمتْ
ملامحَ الشيخوخةِ
في ميلادِ البدايات
دعني ...
سكرةُ الموتِ تُغويني
في صقيعِ الأكفانِ
دفءٌ يناديني
منذ ُتوسدتَ الغيابَ
وألسنةُ نيراني
تلفظُ جليداً
بالبردِ يرميني
بالعلّةِ يرديني
أين أنتَ الأن مني ؟
أراكَ أمامي
فأجبني
تسكنُ روحي
فتبعثني
أرجوكَ
أرجوك أجبني
جملةً خاطبني
كلمة ً تُرحني
حرفاً يُبهجني
ياغالٍ ...
أرحني ..
أتوّقكَ . .
والتّوقُ حَرّاقٌ
يَلذعني..
يَحرقني..
....فبلسمني
إلى لَمَاك
هجرت ِالطيبة
وفي مُحياك
ناغشَ الحُسن
السكيّنة
ناغتِ البراءةُ
الرجولة
فشبتْ في سَناك
معاني الطمأنينة
لتسرحَ في ربوعك
كل ماتشتهيه
الأحلام
ويجسدُ رغبةَ
الأمنية
عُدْ إليَّ...
الإيابُ شِيمةُ الأحباب
وأنتَ مافتئتَ حِبي
كيفَ طويتَ
سنينَ عشقي؟
وعِناقَ النظراتِ
على مفارقِ شوقي
حينَ نامتْ في قلبينا
رغبةً تُحيينا
هناكَ على ناصيةِ
لُقانا ...
تشابكتْ أمانينا
سارعتْ إلى الغد خُطانا
ووحَدْنا المسير
عصفتْ ريحُ نُكران
حملتْ الهجران
ويحيّ والعمرُ
كيف أمضيه
مع الأنين؟
وماذا عن بصماتك
في كل مكان ؟
في كل حين ؟
والغوصُ .....
في ملامحكَ
التي تربعتْ
في قعر العين
ماذا أفعلُ
كي أرتشفَ فرحاً ؟
باتَ دفين
وألعقُ حلاوةً طهوتَ لي
احترقتْ
وما اختمرتْ
لمنْ أشتكي ؟
حالاً ...
وحدةً....
قلباًمجروح
وثوباً بعدكَ باتَ مفضوح
و قد أصبحَ عِمادي
بلا صُروح
انتظرني ...
لأغوصَ وإياك
في بحرِ حنين
ونعيدُ الغرقَ
مرةً
ومرتين
بقّرتُ الرسائلَ
حادثتُ الصور
نظمتُك تراتيلا
وقبل أن أشدوكَ نغماً
لوحتَ الوداع باليسار
وناولتني الغّصةَ باليمين
يا عُمر.ُ..
لمَ يتشدقُ بفرحتي الزمان ؟
تستحمُ المشاعر
في دموعِ الحرمان
تتوهُ الابتسامات
في أزقة الأوجاع
وأتدثرُ بعدكَ وشاحَاً
من عُريّ الروح
كان خبراً...
شقَّ صدرَ السماء
أجدبَ الغمام َ
ألبسَ النورَ ظلاماً
في وضحِ النهار
نعى عمري الذي فاتَ
وعمري الآت
وباقي اللحظات
تلونتْ بالديجور
والأخرى أضحتْ كالحات
بالحيّرةِ مُكحلات
بالضياعِ ممهورةً
باليأسِ مكلومةً
وكلها مُوحشات
آهٍ
من رحيلكَ
قدَّ اكتمالي
شرذمَ أوصالي
نعاني في حياتي
موتاً
وسباني
آه ٍ ....
من طِيبكَ
مَعقلُ أمالي
كيف علّي يقسو ؟
والقسوة
فوق احتمالي
آهٍ...
يا وعدُ ..
ما هكذا العهدُ
أمضي العمرً انتظاراً
ثم يصادقني الفقد
بالحسرةِ أشدو
معصمي
وتدٌ غضُ
يُكبلني القيد
صُلبه حديد
فالحزنُ فيض
بين صدٍ وردٍ
وبين
نفيٍ ويقين
أنهكَ قَرَارَتي
الأخدُ والرد
أندب الحظ
إذ عثر
وانتحب
إذ غُيبَ السند
حين الوطر
مع التسليم
تارة اتحدُ
ومن الاستفهام
ينتشلني دوما ً
الحمد
واعود ..
لأتحسس أطيافك
في الوجود
في حديث المكان
في أنفاس الزمان
في رحيل المفكرة
إلى البداية حيث
برقت العيون
بشعاع العشق
والحب المهذب المجنون
في ارتحال التقويم
أياماً للماضي
بل سنين
حيث نهجُ الشباب
بل براءة الطفولة
فأنا وأنت طرقنا
ذات الباب
منذ وطأنا عتبة
الحياة بذات
قسمةٍ مكتوبة
يا حسرة ً
تبكي الحسرة
تقهر الجبين
تكسر اليمين
لا أجد سوى
فرحة الدمع
ولمسة حرمان
لأثارٍ هباء
ونثرات خيال
في جحافل
موت
تبصم
الزوايا
وتختم الأجزاء
خذلان
افترشتني
الحرقة أيما سرير
اعتلتني الوحدة
أيما أسير
فلا نلتك
زاداً يشبع نهم العين
ولا وردك كاف
ليطفئ ظمأة الحنين
أي شهيد أنت
في حياتك وفي الممات
أية شهيدة أنا
بعدك أصبحت
وقبلك كنت
فروحك المغادرة
اصطحبت روحي
بلا عودة
أبقتني
إمرأة ً بلا إمرأة
قصيدة
والقافية جمرة
أبياتها مواقد
لهيب
لا تجيد
سوى النحيب
تركتني دخانا
لا ييقن التحليق
رماداً
في ذاكرة الحريق
إسماً
خطه موجك
على صفحات الماء
فبت بك
لكن دونك
أنا الغريق
كلماتٌ..
وما نفعُ الكلام
يثيرُ الشجونَ
في هدوءِ الثوان
إليك َأعلنتْ
ذكراي المسير
في رفةِ الأهداب
وغفلة الأجفان
في عمري القصير
كم أصبح
الأن طويل !!
أسميتك
قيسي عنترتي
ناديتك الزير
كلهم باتوا هامشا
لحظة عنونت المصير
أنت في صدري يساري
قابع قعر الصميم
لن تبرح صروحي
فأنا لم أبرح بعد نبضك
في روحي
هكذا يقول وجودك
في وريدي
عندما يهمس في عمق شرودي
تواترٌ يخترق حدودي
يَهزُّ الشريانَ في معصمي
ويُكلِمُ حضوري
وقد أفَلَ نجمُ سَندي
ومالَ عنقُ زهوري
نرجس عمران
سورية