معذرة للشمس
ألا ليتَ شِعري من زمانٍ وعالَمِ
يريدونَ بالتّنقيطِ شُكرَ المعاجمِ
أساءوا إليها حين ظنّوا بفعلهم
إرادةَ إحسانٍ لأصلِ المكارمِ
أيحمدُها في الفضلِ يومٌ وليلةٌ
وقد غَمرَت بالفضلِ عُمرَ العَزائمِ
فإن شِئتَ أمًّا فالحياةُ بأسرِها
أو الأختَ صِنوَ الرّوحِ حِبَّ المحارمِ
أو البنتَ بنتَ القلبِّ روحًا وراحةً
أو الزّوجَ أنسَ النفسِ سِرَّ التّقاسُمِ
وبالأمسِ قبل العقدِ شِعرٌ وقصةٌ
إذا بَعثَ التّذكارُ حُبَّ النّواعمِ
وأما رفاقُ الهمِّ في الجهرِ والخفا
فأكرِم بمن في السِّرّ سَرَّت لكاتِمِ
يحيطونَ بالأعصابِ من بردِ رعشةٍ
ويسعونَ بالتّفريجِ عن كلِّ غارِمِ
لهم من حنانٍ واغتِفارٍ ورحمةٍ
وسِلمٍ بتسليمٍ وعِلمٍ لعالمِ
إذا رُمتَ حربًا فالفتيلُ بقدحِها
أو الأمنَ منها في احتلالِ المسالِمِ
هي الماءُ إن سِرتَ المفاوِزَ صاحبًا
فإن صِرتَ ضِدًّا فالسُّمومُ للاثِمِ
فكم من قتيلٍ في سوادِ عيونِها
وكم من جريحٍ في استباحِ الملاحمِ
وكم من بحورِ الشّعرِ إن ماجَ مَوجُها
إذا ارتسمَت عند اختلاجِ النّسائمِ
فمعذرةً للشّمسِ في يومِ عيدِها
ومنها يذوقُ الكونُ حُلوَ المعالمِ
مصطفى محمد كردي