السرك
في إحدى ليالي الشتاء المشمسة ، حيث أن الشمس تكاد تدنو من الرؤوس، وكانت السماء من شدة صفائها تبدو وكأنها بساط من نور ، وراقني ذلك المنظر البديع وهبوب نسمات من الرياح الخفيفة التي تسحر الأجساد ، وإذا بي - بعد تخرجي من كلية الطب ، أعمل مهندسَا مع أحد المحاميين الين علموني التجارةفأصبحت ماهرًا في الغناء - المهم أنه راقني منظرٌ عجيب حيث أننا أثناء مرورنا بقريتنا السياحية التي أعمل بها مهندسًا زراعيًا وجدت نبتةً غريبة في أرضنا فطلبوا أحد المختصين لفحصها والتعرف عليها ليخبرنا عن تلك النبتة فدخل أحد عمال النظافة قائلًا : أحضروا لي الفأس والمنشار لأفحصها وبالفعل أحضروا له ما طلبه منهم وبعد مرور عامين قال لهم : نعم أيها الحضور بعد فحص هذه النبتة تبين لي أنها نبتة .
وهنا صفق له الجميع وتحدثوا عن براعته وحنكته ودقة وصفه وتم ترقيته إلى مدير عام .
فساقتي فضولي أن أسأله عن مؤهلاته ، فقال لي : أنا يا هذا أمي لا أستطيع القراءة والكتابة ، لكنني كنت أعمل بدقة ومهارة في السرك فقد كنتُ أفضل مرود للقرود لذلك وصلتُ إلى ما وصلتُ إليه الآن .
وبعد أن أنهى حديثه قال لي : وأنتَ يا هذا ما هي مؤهلاتك ، فقلتُ له : للأسف يا سيدي لم أجد في سركنا قرودًا أرودها .
ومضيت أقول
أين القرود لكي أرودها / فأحظى بما ناله الحمار
أم حرمت علينا رؤيتها / فلا يرودها إلا الحمار
يا رب عجل بقرد أروده / لعلي أكن من الأخيار
يا رب لا تحرمنا رؤيته / فنكن في الضيق يا قهار
بقلمي / أحمد عبد المجيد