تونس الآن غابة .........بقلم ( الشاعر المختار السفاري)
لا أدّعي أنّي أقول شعرا
لكنّي قلبي بستان أصيب بالجدب
يستغيث حتّى يسمعه حبيب
عيّرني بالجهل و الشّيب و الكذب
صحراء قاحلة أعيش فيها
بلا ماء يطفىء ضمأ كبدي حتّى لا أتعب
و الشّمس التي كانت تدفؤني
تقتلني كانت في ما مضى أمّي و أبي
كلّ أعصان أشجاري تكسّرت و ذبلت أوراقها
حتّى العروق أصبت حطب
عوض أن تأتي بثمرة
تشعل نارا ليزداد اللّهب
تربتي التّي كانت طريئة
الرّماد جعلها لا تنجب
تبدّلت الزّرابي المفروشة من عشب و ورود
إلى سواد جعل كلّ ما في بستاني يهرب
لا عصافير تغنّي و لا فراشات تحوم
قلبي أضحى حجر و نار يغذّيها الحطب
حتّي الهواء الذي أتنفّسه فيه سموم
تشتمّ منه ريحة الكذب
أعضاء جسذي أضحت ضحيّة
تلعن أشجار الزّيتون و الرّمان و اشجار العنب
التي أفقدت توازن جسدي
و حكمت عليه مغادرة ماربي
لتعطش و تجوع و تحكم على روحي
بالخروج من جسدي بدون سبب
تونس الآن كانت جنّة
أصبحت جهنّم غابة يحكمها ثعلب
يراوغ الرّغيّة بمكره
و يطعمهم الكفر و الكذب