شمس الحقيقة
الرّوحُ تعشقُها والقلبُ يلحظُها
والعينُ ترقبُها في لمحةِ النّظرِ
صهباءُ صافيةٌ في الكأسِ باديةٌ
بالسُّكرِ آخذةٌ من رشفةِ الأثرِ
تلك العُقارُ التي ما زلتُ أدمنُها
من كفِّ مِنحتِها فيضٌ من الدّررِ
كالنّورِ حُلتُها في الصّدرِ طلعتُها
أشفى بشربتِها من لَمّةِ الضّررِ
شمسٌ إذا ضَحِكت نجمٌ به سُتِرَت
بدرٌ قد اكتملَت في حُسنِها النّضرِ
حُبي لها خُلُقٌ مذ حَبَّها عَلَقٌ
من قبلِ نَشأتِنا جادَت على البشرِ
آياتُها حِكَمٌ وعِزُّها عَلَمٌ
يُهدى بها قلمٌ في شِرعةِ العِبَرِ
المُلكُ في يدِها والكَرمُ عادتُها
تُعطي لخُلَّتِها من جنّةِ الظّفرِ
مَنَّت لعاشقِها كشفًا فكاشَفَها
والحُسنُ حَضرتُها جَلَّت عن البصرِ
النّارُ كالسّقمِ مُذ ودّعَت بدمي
والصّبرُ من ألمٍ يبكي على خبري
الشّوقُ عاهدَني من يوم شاهدني
والنّومُ خاصَمني أحيا على السَّمَرِ
مازلتُ في مهجتي أبكي كباصرتي
فالصَّحو من سَكرتي أبقى على الشَّررِ
مصطفى محمد كردي