دمشق
بابُ المَسَرّةِ
وبسمِ ثَغرٍ ... فما أحلاهُ بالدُّرَرِ
وكَفِّ طَلٍّ على الجمراتِ من نَفَسٍ
وطِيبِ قولٍ مع الأهدابِ في السَّحَرِ
إن كنتَ في قلقٍ قد زالَ عارِضُهُ
أو سِرتَ من مَلَل.ٍ سَرَّت عنِ الضَّجَرِ
تحكي ربيعًا كأنّ الفصلَ مَوسِمُها
في قَطفِ سَلوى على الأفنانِ للوطرِ
صَفو السّماءِ بُعَيدَ القَطرِ ضِحكتُها
أصفى من العَينِ إن جادت لذي بَصَرِ
آياتُ حُسنٍ بَدت من جنّةٍ نَسَلَت
والعرشُ يحفظُها من ضَرّةِ السّقَرِ
هذي دمشقُ مع الأنفاسِ ساكنةً
مازلتُ أحبِسُها دَرءً عن الخَطَرِ
مُذ كان موعدُنا في شَربةٍ أَخذَت
مَن جاءَ مُلتَمِسًا سُكرًا على سَكَر.ٍ
لها المهابةُ إن قالت .. وإن صَمتَت
ذابَت لخوفٍ بها الأفكارُ من فِكَري
قد عطّرَت صورًا أحيا بقُبلَتِها
فالعيشُ يَقبَلُني من عاطِرِ الصّوَرِ
أدنو لسِحرٍ كوَهجِ الشّمسِ يأخذني
من شِدّةِ النّورِ لا أقوى على النّظرِ
ظَفِرتُ من جَنَباتِ الشّامِ مابَخِلَت
عن بَذلِهِ أممٌ فالشّامُ للظّفرِ
ما أطيبَ النّفسَ إن جابَت شوارعَها
تمشي على مَهَلٍ في طَيّبٍ عَطِرِ
حاراتُها عَبَقٌ تُنبي بما سَلَفَت
فالياسمينُ يُجيدُ البّوحَ في السَّمَرِ
يا رُبَّ ناشرةٍ كَرمًا و قد سَكَبَت
من حُلوِ مثمرةٍ شِربًا من الثَّمرِ
تلك العُقارُ تَرَبَّت من مشارِبِها
أربابُ عِلمٍ لهم فضلٌ على البَشَرِ
أحجارُها كُتُبٌ قد سَطَّرَت عِبَرًا
من جاءَ يَطلُبُها رَدَّتهُ للعِبَرِ
مصطفى محمد كردي