داء ودواء
ذهبتُ أبثُّها لوعاتِ قلبي
فيُشفى عندها سقمي ودائي
وأروي من معينِ الحسنِ صدرًا
كما الصحراءُ من غيثِ السّماءِ
حبيبٌ فاتنٌ ريمٌ رقيقٌ
له لطفٌ يدقُّ عن الهواءِ
إذا النّسماتُ من عبقٍ دهتهُ
تُجرِّحُ خَدَّ أزهارِ الحياءِ
له صوتٌ إذا الأطيارُ أصغت
لبهجتِه بكت صفوَ الصّفاءِ
وهذا شدوها تحكي لقاءً
تُقلِّدُ شدوَه عند الغِناءِ
كشمسٍ إن بدت في ليلِ حزنٍ
يصيرُ ببشرِها فجرَ الرّخاءِ
ربيعُ العمرِ في إقبالِ غَمرٍ
يَشبُّ بسحرِه شيبُ الجفاءِ
فلو عرفَ العذولُ صبيحَ وجهٍ
لذابَ بصبحِه عذلُ العِداءِ
وكان مناصحًا في وصلِ حِبٍّ
فخَلّى عذلَه وأتى ورائي
وتابَ عن العِتابِ بمُرِّ دمعٍ
فمزّقَ صدرَه عند العزاءِ
وأبكى شامِتًا من هولِ حزنٍ
فقال الشّعرَ يسألني دوائي
مصطفى محمد كردي