الصمت أجدى....بقلمي ...زكريا الشبلي...البحر البسيط ..
الصمت أجدى وما للقول مستمع ***
والعذر أدهى وما للعقل تفضيل
والصبر يبقى وان شقت مسالكه ***
حل لعجز وما للعيب تجميل
يود ذو ترف لو طاف مركبه ***
والبحر تحته إطراء وتبجيل
فما يرى غير أحلام تراوده ***
وقلبه عن عوام الخلق مشغول
هي المنازل لا ترقى بلا خلق ***
وكل عال من الأخلاق مأمول
يسعى إلى مجده بالعقل ذو علم ***
وذو الجهالة بالأوهام مغلول
النهر يجري وفي مجراه معترض ***
والعلم يسمو وفي الأهواء تأويل
دنياك لا شك بالأحزان عامرة ***
ومن يسلم بالأحزان مقتول
فكن سعيدا على الآلام مصطبر ***
ولا يقودك للأفراح تعجيل
سر السعادة تلك النفس راضية ***
بقسمة الله والشيطان مخذول
يجرك الوهم للأفعال شائنة ***
فما تمحص والإنسان مسؤول
يعودك الكبر طمّاحا فتألفه ***
أمارة السوء فيها الكبر مقبول
إياك من نزق في غير موضعه ***
وبعض سوء من الخلان محمول
وصاحب السوء لا ترضى بصحبته ***
إن المراوغ بالأدران مجبول
دع السفاهة ما كانت محبذة ***
وكن كريما فإن الجود تأصيل
يداوم المرء والأيام تشغله ***
على السفا سف والمطلوب مجهول
سائل عن العلم بالأرجاء واطلبه ***
إن الحصيف عن الإذلال معزول
واحبك لكل رداء حين تلبسه ***
خيطا غليظا فإن الرخص منسول
إذا دعتك إلى الآلام فاجعة ***
وخيم الحزن بالآفاق والليل
وضاقت الفسحة الخضراء وانحصرت ***
واستولت العزلة الحمقاء والويل
لا تحسب الله غاف عنك منشغل ***
ولا يصيبك بالأهوال تهويل