قصيدة: " لأني عاشق فلسطيني" – شعر د. أحمد محمود – 19-3-2013
"لأني عاشق فلسطيني"
أبحرت إليك
لأني عاشق فلسطيني في يم عينيك
أبحرت إليك
وشراعي يهب في فضاء لحظيك
أتيت إليك
ومجذافي يئن في يم أمواجك
من وطأة الريح في أمواجك بين يديك
حلقت في آفاقك
وأسرى بي الفؤاد صوبك
متيماً وأسيرا صاغراً
راغباً أن تكبليني
بإسار أسوارك
وحديد أصفادك
ضميني إليك
فإن عشقك
وهوى صبك
هاما بسحر أهدابك
وروحي تهدهد في رمل شطآنك
خذيني عصفوراً يبيت فوق أشجارك
ويعشعش بين أفنانك
شديني إليك نجمة تخفق في أجوائك
قمراً يحوم في عليائك
ضميني فإني فلسطيني
هجر خلف أسوارك
وأبعد وراء جدرانك وحيطانك
خذيني فبرد الغربة القارس أنهكني
خذيني فجمر الصحراء والمنفي أنهكني
خذيني دثريني
وعانقيني وازرعيني بأحضانك
خذيني وخبئيني تحت كحل عينيك
واغرسيني سنبلة سمراء مشعشعة
أو زنبقة صفراء فاقعة
خذيني وعطريني
بمسك الحرير في سواقيك
واغرسيني وسرحيني
في خصلة شعرك الأسود الزيتوني
واسقيني من شلال سحرك الجبلي الفلسطيني
دعيني أكبر وأنمو واتركيني
زهرة نوار على ضفاف غدرانك
غطيني بألوانك الأربعة البراقة
الأبيض، والأسود، والأحمر والأخضر
وارسميني لوحة شعرية
رمانة ربيعية، ياقوتية
أو دالية غجرية خليلية
أو ليمونة يافوية
أو زيتونة مقدسية
حطيني على وجنتيك الوردية
خذيني شتلة في ربوة لعرائش الدوالي
خذيني بذرة ريحان فلسطينية
أو بذرة برقوق في سهول حيفا
أو عكا أو ترشيحا أو صفد الأبية
خذيني واغرسي روحي في غزة االعزة
خذيني واغرسيني في روابي الضفة الغربية
ازرعيني في بيسان
أو في عسقلان
يكفيني أن تخبئيني في غيمات مقلتيك
دعيني أصيح وأنادي بأعلى صوتي
بأني لاجئ فلسطيني
تجاوز الخامسة والستين
ما زلت مولعاً بخارطة الوطن
من النقب حتى آخر شتلة ورد في الضفة الغربية
ما زلت مولعاً بجبال الشيخ والقمم الثلجية
ما زلت أهوى عبق النسيم في الجبال الجليلية
لأني عاشق فلسطيني
ولأن اسمك فلسطين للملايين
ما زال ينبض في قطرات دمي وعروقي
ولأن اسم فلسطين ما زال ساقية
تتدفق وتسري في شراييني
ما زالت تدفق في غابات أضلعي وحنيني.
مع تحيات د. أحمد محمود
***************
