كل عام و ...
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
قعقعة سلاح رجال الأمن تخيف الأزقة الباردة ، تختال أزدحام الأنتظار !!
أنتظار عام جديد مسكون بالأمل وبالبهجة ، وجوها حزينة تملأ مدينتي الصغيرة كتلك الوجوه التي تتساقط من نوافذ ذاكرتي تفتش عن بصيص ضوء . تتصحر الكلمات فوق الشفاه الجافة كقطع الملح الصلب ، تكفن خريف العمر وحدك !! لست في هذا الجحيم العربي وحدك هناك من تبع خطاك قبلك !! عيناه معلقتان بالسماء يصلي مطرا عجز عن الهطول ، يتوسل قدره السيء عساه في منعطف طريق ما يفرج عن جسده الهزيل الملقى في زنزانة العدم .
من يروي ذلك الظمأ العفوي للحرية ؟؟
من يستطيع المكوث في محطات الوداع سنين طويلة دون أن يرتعد في كل ليلة كغيمة رفضتها السماء الأولى ؟؟
تضيق الأرض حيث يضيق الأمل !!
تبكي الكلمات قبل بكاء خالقها !!
في كل عام ينتظر الطفل بداخلي سانتا كلوز خلف بوابة مدينتنا منذ عشرين عام ولم يأتي البعيد إلينا !!
في زمن المخنثين لاترقص الضفائر طربا ، في زمن المستوطنين لاكرامة لنبي في موطنه ، في زمن الضعف تتعرى وزارة الأعلام وتبدل أنهزامك أنتصارا ، في زمن العبيد لايشكر الآله جموع الشعب الساجدة في قمقم الوالي الأبدي .
كل عام وأنتم أقل حزنا
كل عام وأنتم مازلتم طيبون كما أنتم
كل عام وأنتم مؤمنون رغم كل شيء باذخ بالأنسكار يواكب لحظات حياتكم
كل عام وأنتم رائعون وتتمسكون بالحياة قسرا
كل عام وأنتم في زمن الكفر المباح ملائكة من نار لايخمد صوتهم ولايجف ندى دعائهم رغم جبروت آلامهم !!