مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

((من وحي الخيال))

كلمات/مصطفى طاهر

******************

وَقَائِلَةٌ: كَيْفَ الفَتَى صَارَ بَعْدَمَا

أُصِيْبَ بِسَهْمٍ مِنْ عُيُونِي السَّوَاحِرِ؟

فَقَالُوا لَهَا :أَمْسَى طَرِيْحَ لَوَاحِظٍ

وَجَاءَتْ عَلَى قَلْبِ الفَتَى كَالخَنَاجِرِ

فَنَالَتْ شِغَافَ القَلْبِ مِنْهُ وَعَقَْلَهُ

وَبَاتَ مُضَاعاً كَالغَرِيْبِ المُهَاجِرِ

فَقَالَتْ: أَنَا لَمَّا رَأَيْتهُ هَائِماً

بِلَحْظِ عُيُونِي قُلْتُ: أَجْمِلْ وَحَاذِرِ

فَإنَّ عُيُونِي لا دَوَاءَ لِسَهْمِهَا

أَتَقْوَى عَلَى سِحْرِ القُدُودِ الضَّوَامِرِ؟

فَقَالَ وَأَنْفَاسٌ لَدَيْهِ تَقَطَّعَتْ

وَذَرَّفَ دَمْعاًً بِالعُيُونِ السَّوِاهِرِ

مَلَكْتِ فُؤَادِي عِنْدَ أَوَّل نَظْرَةٍ

وَمَازَجْتِ َأْنَفاسِي وَذُبْتِ بِخَاطِرِي

وَهَامَتْ بِكِ الأَرْوَاحُ بَيْنَ جَوَانِحِي

وَخَالَطْتِ فِكْرِي وَامْتَلَكْتِ مَشَاعِرِي

شَرِبْتُ بِصَهْبَاءِ العُيُونِ مدَامَةً

وَنَفْحَةَ طِيْبٍ مِنْ رِضَابِ الأِزَاهِرِ

سَكِرْتُ بِهَا حَتَّى الثُّمَالَةِ وَانْتَشَى

فُؤَادِي وَرُوحِي فِي الشِّفَاهِ النَّوَاضِرِ

نَقَشْتُكِ فِي كُلِّ العُيُونِ حَبِيْبَةً

رَسَمْتُكِ بَدْراً فَوْقَ كُلِّ دَفَاتِرِي

نَظَمْتُكِ شِعْراًً عَابِِقاً بِحُشَاشَتِي

وَعَطَّرْتُ قُرْطَاسِي وَفَيْضَ مَحَابِرِي

سَكَنْتِ بِنَا عَقَْلاً وَرُوحاً وَمُهْجَةً

وَصَارَ إِلَيْكِ الأَمْرُ عِنْدِي فَآمِرِي

فَلا تَعْذُلِيْنِي لَمْ يَعُدْ رَمَقٌ بِنَا

وَحَالٌ لَنَا أَمْسَتْ تَمُورُ بِسَاجِرِ

وَلا تَظْلمِيْنِي وَامْنَحِيْنِي الْتِفَاتَةً

وَرَشْفَةَ غَيْثٍ سَائِغِ الطَّعْمِ مَاطِرِ

لِتَرْوِي صَدَى قَلْبِي وَقَفْرَ حُشَاشَتِي

وَتَشْفِي جُرُوحِي فِي عَبِيْرِ النَّوَاضِرِ

فَقَالَتْ :حَبِيْبِي أَنْتَ رُوْحِي وَمُهْجَتِي

وَأَنْتَ الْمُنَى يَا مَنْ سَكَنْتَ مَحَاجِرِي

هديتك رُوحِي كُنْ حَنُوناً وَمُنْصِفاً

وَحَافِظْ عَلَيْهَا يَاأَمِيْرِي وَشَاعِرِي

لَبِسْتُ ثِيَابَ الطُّهْرِ مُنْذُ وِلادَتِي

حَفِظْتُ لَهَا فِي دَاخِلِي وَمَظَاهِرِي

وَحَاوَلْتُ كَتْمَ الحُبِّ بِيْنَ جَوَانِحِي

وَطَيْفُكَ حَوْلِي فِي الَّليَالِي مُسَامِرِي

أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالتَّجَاهُلِ أَغْتَدِي

كَأَنِّي غَرِيْقٌ فِي ضِرَامِ المَجَامِرِ

وَكَابَرْتُ حَتَّى لَمْ يَعُدْ بَي تَصَبُّرٌ

وَقَلْبِي كَبَحْرٍ هَائِجِ المَوْجِ ثَائِرِ

وَلَمْ أَسْتَطِعْ كَتْمَ المَحَبَّة وَالهَوَى

فَإِنَّكَ قَدْ أَشْعَلْتَ نَاراً بِسَائِرِي

فَجِئْتُكَ أُرْوَى مِنْ نَمِيْرِ مَحَبَّةٍ

هَيْمَانَة وَالشَّوْقُ فَتّ أَوَاصِرِي

فَكُلُّ الَّذِي عِنْدِي بِحُبِّكَ وَالِهٌ

وَرَنَّةُ خِلْخَالِي وَرَقْصُ أَسَاوِرِي

****************

كلمات/مصطفى طاهر

• صَهْباء: مؤنَّث أَصْهَب..خَمْر أو المعصورة من عنب أَبيض.

• النَّفْحَةُ : الطَّيبُ الذي ترتاح له النَّفْس.

• الثمالة: شرب الكأس حتَّى الثُّمالة : احتمل ما هو شاقّ ومؤلم حتى النهاية ، لم يُبقِ فيها شيئًا ، سكِر وغاب عن وعيه

• حُشَاشَةُ القَلْبِ : رُوحُ القَلْبِ ، رَمَقُ الحَيَاةِ

• الرَّمَقُ : بقيَّة الروح

• آمِر"الآمِر والنَّاهي" نَزَّاع إلى السَّيطرة، إلى الاستبداد، 

• تَمُورُ تتحرك وتضطرب. هِي تمور تـَـرْتجّ و تضطرب 

• ساجِر: السَّاجِرُ : السيلُ

• الصَّدَى : العطش الشديد

• مَحجِر: (اسم) الجمع : مَحاجِرُ. مَحْجِر العَيْن : ما أحاط بها

• المِجْمَرُ: والجمع مجامر: : وِعَاءٌ مِنْ حَدِيدٍ أَوْ فَخَّاريُوقَدُ فِيهِ الخَشَبُ أَوِ الفَحْمُ لِيَتَحَوَّلَ إِلَى جَمْرٍ ، الْمَوْقِدُ

• فتَّ : أَضْعَفَهُ ، كَسَّرَ قُوَّتَهُ

• نَمِر, نَمِير طيّب، سَلِس، حُلْو المَذَاق."مَاءٌ نَمير"

• الهَيْمَانُ : المحبُّ الشديدُ الوَجْد .الهَيْمَانُ : العطْشَانُ أَشدَّ العطش

• إِلْتِفاتة : عِنايَة واهْتمام.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 27 ديسمبر 2016 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

401,448