مناجاة
( مابين قوسين لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي)
إذا قَلَتني عديدُ الناسِ والعُدَدُ
وبانَ من غُربتي الشّكوى لها وجَدُ
رفعتُ كفَّ الدُّعا فالناصرُ الأحدُ
(طرقتُ بابَ الرَّجا والناسُ قد رقَدوا ...
وبتُّ أشكو إلى مولاي ما أجِدُ)
قد ضاقَ صَبرُ الفتى من كلِّ داهيةٍ
واستنزفتهُ عليلًا مُرُّ قاضيةٍ
لكنّ لي أملًا في كَشفِ غاشيةٍ
(وقلتُ يا أملي في كلِّ نائبةٍ ...
يامن عليه لكشفِ الضُّرِّ أعتمدُ)
أبثُّ معصيةً و الناسُ تكتُمها
والنفسُ قد مَكرَت مَكرًا فأرجمُها
قد حمّلتني وإني لستُ أحلَمُها
(أشكــو إليك َ أمورًا أنتَ تعلَمُـها ...
مـالي على حملِـها صَبرٌ ولا جلـدُ)
أنت الغياثُ لعبدٍ جاءَ معتذِرا
والقلبُ معتصِرٌ قد أنَّ منكسِرا
والروحُ راجيةٌ غَفرًا لِما بَدرا
(وقد بسطتُ يدي بالذُّلِّ مفتقِرا ...
إليكَ يا خيرَ من مُدَّت إليه يدُ)
أوزارُ عبدٍ أتت للهِ تائبةً
وهل تَردُّ نفوسًا منكَ سائِلةً
قد أخلصَت وسَعَت ترجوكَ عائِذةً
(فلا تردنَّاها ياربُّ خائبةً
فبحرُ جودِك يروي كل من يَرِدُ)
مصطفى محمد كردي