غربان تقرع ابوابي
د زهير الزميلي
قرعت غربان أبوابي
وتداعت نحو الأجساد
وتردت في وحلٍ دامٍ
إذ تسرق روح الأحفاد
فتهاوت في شرٍّ أعمى
وتمادت في صنع حِداد
وتهادت في لحنٍٍ غِرٍّ
قد أوهى عهد الأجداد
في عمق بلادي قد نخروا
قد راموا قتل العُبّاد
فتساقط زعم مكارمهم
وابتاعوا كل الأحقاد
غربانٌ من شرقٍ جاءت
مازالت تنعق بالوادي
والاخرى من غرب زحفت
كي تسحق بعض الأكباد
والأخرى في يدها قتل
للنور ووهم الأمجاد
هي شرٌ من لون اخر
لم يدرك رغبة حسّادِ
إن قالوا سرّا أو جهراً
لن تسمعَ غير الإلحاد
إن جُلْتَ بِجُلِّ محافلهم
لا تلقى غير الاوغاد
أُقتُلْ حرّق في فرحٍ
لا تخش ليوم الميعاد
لا ترحم طفلاً في ورع
فالطُّهر بذبح الأولاد؟
عجب هم فوق العجب
قلعوا جهلاً أوتادي
بغرورٍ أسرابٌ تمضي
تجتاح الدار لإفساد
وتداهن أعدائي ظلماً
كي تحرق يوما أورادي
شيطان جاء بلا ورع
وتلفع ثوب الزهاد
آيات الكفر يرددها
يتلوها بعد استعداد
يا أمّة قرانٍ كُفّي
ولننهض مثل الآساد
لا نهضة تأتي من وغدٍ
والخوف يعزّزُ أصفادي
لا عهد يلبي آمالاً
إلا بالصدق الوقاد
قد طالت ذلة امتنا
فلنصحوا قبل الأَلحاد
لنعيد القدس لامتنا
ونحاكم من سرقوا زادي