............طقوس...........
في حركة لا إرادية علّق المشموم وراء أذنه ...سار بخطى مُتريّثة
قاصدا البحر ليمارس طقوسه اليوميّة .
على الشاطئ تعالت هامته وركعت في لجّة البحر عيناه بينما كان
حلمه يسرح بعيدا ليفعم صدر المساء بأريج الياسمين.
عند الأفق تزاوجت الجهات فأنجبت ريح الانعتاق...هناك تهادى
نورسا يخفق بجناح الرؤيا...يعلو ويعلو...بوصلته دقيقة ...رفيف
يسقط أوزار الطين فيزهر الطهر أغمارا تعمر بيدر الأمنية .
زخّته قطرات البِشْر فطفحت نبضة تغطّي التّجاعيد المتعبة ...
ابتسم ...هنا سيرتشف ترياق الظّمأ.
جثا...اغترف حفنة قرّبها من شفتيه فانتفض جسده ...همس...
يا لمرارة الأرض تُرهق صفاء السماء.
جميلة عطوي
تونس