الدُّموعُ الجَامِدَةُ ...
بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري
لي كوكبٌ أزورُهُ في الخَفَاءِ ..
لا أحدَ يَعرِفهُ ولكنَّني أعرِفُ ..
لِذا أتَخفَّىٰ ..
أسيرُ إلىٰ ذاكَ الكوكبِ ..
في لحظةِ إغماءِ الجُنونِ ..
ألاحِقُ الجِنَّ ..
أُطارِدُهُم في الهَوَسِ ..
أصرخُ إليها ..
سكونٌ كثيرٌ لكِنَّها لا تَسمعُ ..
عجوزٌ بتقاطيعِ الحَجَرِ ..
تُجَعِّدُ وِشَاحَها بأصَابِعِها القَصيرةِ ..
أنفاسُها مُتَوتِّرةٌ تَتَصَاعدُ ..
تَكادُ تَتَطايرُ من شِدَّةِ الوَحدَةِ ..
لو أقدرُ أن ألمُسَ يَدَها ..
أنظرُ عينَيها ..
لكنَّ الخوفَ يُهاجِمُ أفكاري الصَّامتةَ ..
تَمضي الأضواءُ خَلفَ بعضِها البعضِ ..
العجوزُ ذاتُ التَّقاطيعِ المُتَحَجِّرةِ ..
تُراوحُ في صَمتِها المُبهَمِ ..
وفجأةً ..
تذهبُ إلىٰ الموتِ يَتيمَةً ..
فَيَغلِقونَ كلَّ الأبوابِ ..
لا أحدَ هناكَ يَنتظرُ ..
عينايَ تَتَحَملقُ بِمَرارةٍ ..
أبكي بدموعٍ جامدةٍ ..
صوتٌ مُتَحَشرِجٌ من البَعيدِ يَقولُ ..
أمقُتُ هذا الكوكبَ المَأفونَ ..
احرِقوها ...
ابنةَ الموتِ هذهِ ..
ويلتفتُ إلىٰ الهُناكَ ..
يَبصِقُ في الوجوهِ المُتطفِّلةِ ..
دهرانِ عِشتُ في كوكبِكُم العافِنِ ..!
واستَمَعْتُ لكمْ حدَّ الغَثَيانِ ..!
لتَتَباركِ الكائناتُ الدَّنيئةُ ..
لكنَّ الجبناءَ لمْ تَسمَعْهُ ..
الجبابرةُ لم تُصَدِّقهُ ....
طَفَقَتْ الطُّبولُ تُقرَعُ ..
تَدَحرَجَتْ عَرَباتُ الطَّلاسِمِ ..
حُضِّرَتْ خَلطةُ المَوتِ الأصفَرِ ..
هيَ تُشْبِهُ شَحمَ الخَطيئَةِ ..
وعادَ الصَّوتُ يقولُ ..
إنْ لمْ يقتَتْ الموتُ منكمْ ..
سيفسُدُ مِلحَكمْ علىٰ قَيدِ الحَياةِ ....