الحلوة .....
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
ياسيدتي الحلوة
نامي على ذراعي مثل ياسمينة شقراء
وأتركي شعرك يركض على لحمي
يلاحق الفراشات
يلقح الشامات
يدير طواحين العشق التي تعبت من الغفوة
وأتركيني أعبث في جسدك
أبحث عن ركن أزرق
أجلس فيه أنتظر هطول أمطار الشعر
وأختار منها كلمات عذراء تليق بالحلوة
وأتركيني خمس أعوام عند تقاطع الفخذين
أعيد تشكيل الشطئان
والغابات والأشجار
وأوزع النجمات كماحروف أسمك
دعيني كطفل لايمل من العابه أبدا
وقمرا لايمل من سماء مدينتنا أبدا
وشاعرا لايمل من محبوبته الحلوة
وبعد أن أنتهي من قصيدتي الخرافية
سأنزل إلى ماء ركبتيك قليلا
أو ربما كثيرا
أحاور الأسماك الزرقاء والحمراء
واللألأ البيضاء
والمحارات التي نزحت من بحار العالم
وأستقرت في ركبتيك بأمر الله
دونما سبب
كحبنا يعصف في جسدي دونما سبب
ويتركني شاعرا بلا تاريخ
بلا وطن
إلى أن تستيقظ الحلوة
ياذات العينان الواسعتان
التي يتدلى منهما صيف مدينتنا
هل لي بساعة من الخلوة
لايكفيني العمر داخل العمر
أن أعشق قديسة حلوة
ولاتكفيني الأبجديات جميعها
لأصوغك كقصيدة أندلسية
تسافر بين المدن تبحث عن صغيرتها الحلوة
تنقلت بين مطارات العالم
كحفيبة أضاعت وجهتها
نزلت بفنادق العالم
كنجمة تفتش عن مدارها العاجي
ولم تهدأ أعاصيري
ولم أرتوي من نساء العالم المتحضر
والعالم الثالث
ولم ترضيني نساء القرن التاسع عشر
وعندما سقطت كحديقة عشرينية على صدري
أكتفيت من السفر والتقبيل
أكتفيت من نهود كارمال تنساب من بين أصابعي
وعبدت دمشقيتي الحلوة ...