~《 أمير بقلب كبير 》~
عتبي على من جاد بالخلق قبل ماله
أمير في الدجى كالبدر عند اكتماله
وسيم قد سما أدبآ من أصله
عظيم التواضع خفي الوقار في صمته
خفيف الظل ساكن كالصبح في بهاءه
لطيف المعاني بديع الثنايا مارأت عيني مثله
إن غاليت في مدحه يعطيك قدرآ لنفسه
فترى الحياء أضفى عنبرآ على بياض خده
وما حياة المرء دون حياءه
إن لم يكن شعبة من أيمانه
عميق الفكر سريع البديهة في خطابه
ثاقب البصر لماح وإن غض الطرف في ابتسامه
كثير الخطى طواف لا يستكين حاله
تأبى الشتيمة أن تلامس فاهه
وترجوالسماحة أن تظل ميزان عدله
لاشم النسيم أنقى ولاريح المسك من ريحه
ولاصمت المعاني أدهى مما يجول في باله
يبدي الكلام مختصرآ وترى المكنون في وميض عينه
فحبس الكلام مفاده أن يفعل ما يريده
فلا بأس إن لازم الحزم لينه
فالحزم درع واللين في اتزانه
إن جاد بالمال فلا يهمه
لمن كان مضطرآ أو ايفاءآ لحقه
لو تراه إذ يمتطي خيله
فيه التأني ولو أفلى سرجه (خيله هنا سيارته )
فإذا جد أمر من أمره ترى الأرض تطوى من تحته
ياسعد يومي لو أن لي مثله
لكن سعدي لايداني حظه
فالله أعطى لكل رزقه مذ كان روح في رحم أمه
يكفيني غبتة أن تراني عينه
أو سلام من فصيح لسانه
ويا حبذا لو سر لي عن نفسه
فأكون خليلآ من أخلاءه
لكن هذا محال ولا أخاله
فما أنا إلا حاجب له ولخاله
والعين لاترتقي لما فوق الحاجب ورمشه
والأنف لايكتفي بأصله فلايترك أمر إلا وشمه
فكم من إمرء قضى نحبه من وراء زج أنفه
وكم من عائب للناس نسي عيبه
وياليته قد صان لسانه
فيا أمير الدجى هل مل الجليس جليسه
أم بدت مني خطيئة أنت لها كاره
فالحلم فيك وداعة والصبر منك مفتاحه
ولاتتبع الهوى وحباله فتحيد عن الحق وصوابه
وتمعن فالبحر يخفي الياقوت في قيعانه
وتذكر صاحب النائبات وأفعاله
إن كنت ترجوللود بقاءه
وحكم فيك القرار قبل إتخاذه
غير متسرع ولاظالم لنفسه
فإذا أيقنت أني للخراب غرابه
فلا تدع فيصلآ في غمده
وإن غاب عنك ما تظنه
فإمساك بمعروف أو تسريح لأهله
فهذا أنصف عدلآ وفي الكتاب أمثاله.
بقلمي //عصام سرور .