صُـمُــود..
******
ضاق صدرها.. واحتبست أنفاسها.. سارعت إلى مكان رحب تلاحق هواء نقيّا تتنفسه علّها تنجو من براثن الاختناق.. غاصت رجلاها في الوحل ..ودبّت إلى خياشيمها روائح القذارة والخيانة .. أغمِيَ عليها .. ارتطم جسدها بأكياس القمامة وبقايا اللهيب المستعر.. تحسّست بيديها ورجليها.. ولا من مُغيث.. شهقت وزفرت ثم شخرت.. فإذا برائحة عطرة تدبّ إليها كحثيث الرّمل بين الأنامل.. استنشقت حتّى استيقظت.. فإذا بزهرة يانعة بين طحالب البِرَك الآسنة تبعث فيها أملا جديدا بعد صدمة الماضي.. وموْتة الحاضر...
*******
منير صويدي