القرية الفلسطينية المهاجرة
على أعتابِ قَريَتِنَا وُجومٌ
تَمَطَّى لَيْلُها وبدا أفـــــــــولُ
***
فلا نورٌ يُضئُ الصمتَ وَهماً
ولاهمسٌ تُناجيها الخُيولُ
***
وَقَفْتُ على مَعالِمِها حَنيناً
فَما أبْدَتْ وِداداً بلْ ذُهولُ
***
َرأَيتُ الوجهَ منها في عُبوسٍ
وَقلبُ الصَّبِّ أضناهُ العذولُ
***
فما إنْ عانَقَتْ رُوحي صَباحاً
تَبَدَّى الشوق يتبعه الذبـــــــــول ُ
***
رأيتُ معالماً دُرِسَتْ وآلت
وَكُلُّ مآثرٍ فيها طُلــــــــولُ
***
بِرَبِّكِ هل بَقيْتِ على ِودادٍ
وهل أضحى العشيقُ هو السبيلُ
***
فما بالُ الكرومِ بها أنينٌ
وزيتونُ الجدودِ له عَــــويلُ
***
وكيفَ الساحُ هل تذكرْ صِبانا
وهل ذِكْرانا يَحضُرُها مُثولُ
***
هنا كانَتْ تُعانِقٌني رِيــــاحٌ
هنا قَبْرُ الجدودِ له أصـــــــولُ
***
هنا أمي لها أنشدتُ شِعراً
وآبائي يُسامرهُم كُهولُ
***
أما زالَ العشيقُ له رجوعٌ
وهل عِشْقي يُصادقُهُ القَبولُ
***
فما بالُ الحمام طوى بِعاداً
وما بالُ الغراب هو الدليلُ
***
وأينَ القومُ هل ناموا وأمسوا
وما بالُ النذيرِ هو العــــــويلُ
***
وأين من المكانِ اليومَ بيتي
فهل أمسى لموقِِعهِ رحيــــلُ
***
أجابَتْ والدموعُ تزيدُ وَجْداً
وَتَنْتَحِبُ الروابي والسهولُ
***
وَنبْضُ القلبِ لامسَ خَفْقَ روحي
دُموعٌ لا يماثلُها هطــــــــــــــــولُ
***
أأَنْتَ العاشقُ الولهانُ وَجْـــــــــداً
وَكيفَ العِشقُ يَحفَظُهُ الذليلُ
***
أَلَمْ تَعْلَمْ بأني لستُ أُنثــــــى
فما بَِقَيتْ سماح ٌ او بتــــــــــــولُ
***
وقد دُنِّسْتُ في شرفي سفاحاً
من الأوغادِ يَتْبَعُهُمْ خليلُ
***
فانْ كُنْتَ الشَّريفَ إليك روحي
وعهدي لا تبدِّلُهُ الفصــــــــــــــول ٌ
***
الشاعر : محمد العصافرة * فلسطين * بيت كاحل * 22/10 2016م