...........الحياة لم تعد ها هنا.......................
تحيّة الصباحُ شاحبة في أفواهنا
ومُخدشة بالحنين
وأنا ارتشف كوب الشاي
أحاورُ جُوعي وخوفي
أُحدقُّ في سبيل العابرين
الشمس في عنان السماء سابحة
تضع على وجهها حِجاباً
من زُبَد النهار الداكن
وتأفل مع الآفلين
النهار فقدَ لَبَاقته
التي تُرددها سقسقة العصافير
وحبَسَ أنفاسه في ذاكرة السُحب الداكنه
الظِلال الوارفة
غَدَتْ قِماطاً من عُشبِ
في رُزمٍ يابسةِ
حتىّ السماء
تأتي إلى فضائي الجحيم
تتدلّى كالزمن العابر
نحو حوافي السنين
إلا ...................................
ما زالَ هُنا مُنتعلاً بلغته الفاتكه
يغزو الأرض القاحلة بِنهمٍ
مُجتاحاً مملكة الحياة
الظلام لم يزلَ
جاثماً فوق اسوار قلعتها
مُهدّداً بجبروته اغاديرها الزاهية
بأنّ الحياة لم تعد ها هُنا
وغدا مقصَلةً للقادمين
فيا أيها الغسق المُسجّى في الأفق البعيد
إخلع عنا سوادكَ المأنوف؟
لنرى في صدركَ تجاعيد الصباح
وأمنحنا مزيداً من الحياة
لنسدُّ بها رَمقُ الأمنيات
ونرسمُ على جِدرانها
...........خيمةً للنازحين؟
.........................................جمال العامري