كلوم الدهر
أيا شيباً وقد لاح
وخوف العجز ذبّاحا
سُقيت المرّ من كأسٍ
وكأسٌ كنتُ ملتاحةْ
فلا الأيام تُسقينا
ولا مَن مات فارتاحا
عطوفٌ أنت يا دهري
حصدتَ اليوم أفراحا
حُرمتُ عطف كاسينا
ويتمٌ بات صبّاحا
وأمٌّ لم تطق بعداً
عن المحبوب إن راحا
ذرتني زهرةً تلهو
غدت بالعطر فواحةْ
لوتني أيدي الغدر
فخلتُ الناس أشباحا
كلوم الكلّ أدمتني
ودهري كان جرّاحا
فلا أمٌّ تواسيني
ولا أعطتني مفتاحا
وهذا الباب موصودٌ
فلا والبين صبّاحا
يمر الليل يبكيني
وحظي عني قد شاحا
ووحدي بين جدران
هموم القلب صدّاحةْ
فما أبقيتَ يا دهري
كفى خنقاً بمن طاحا