لا تغضبي يا روحي بقلم ( الشاعر المختار السفاري)
لا تغضبي يا روحي لقد كفّرت على ذنبك و أرغمت نفسي على العودة إلى الدّيار
بعد ما ظننت أنّها كانت لشجرتها و لتربتها عدوها الغدّار
و لم تصدّقي يا روحي أنّ وراء السّتار شيطان أجبر نفسي على أخذ هكذا قرار
قلبي المسكين يعيش منذ سنين عديدة الجدب ماتت فيه الورود و الأزهار و الاشجار
العبد لا يعفر ذنوب عبد مثله و لا يجد من يتجاوز عن زلّاته إلّا إلاه الغفّار
و يرجع إلى قلبه ماء يعيد الحياة لبستانه و يبعد عنه الحمى و النّار
ها أنا عدت و لم أجد الشّمس تشرق بالنّهار
و لا قمر ينير ليلي مع الاهل و الجار
الكلّ مختبئين وراء سحابة مظلمة فيها الحسد و الكره و النّكران
مرضى بداء الغيبة و النّميمة و الكذب وليمة للحوار
وجبة فاخرة بلحمي و بلحوم إخوتي و كامل أهلي يحضرها مشرار
يترأّس الحضور في نظر الأغبياء حاج بيت الله و هو في الحقيقة منافق من الفجّار
عيناه تلتهب منها نار حامية تشعل الأغصان و الثّمر وتقضي على الأشجار
يغري بسلاح الإيمان الخادع البنت و الولد ليكونا من الكفّار
حتّي تقطع الأغصان من شجرتها و تشقى وحدها و لا تجد من يغذّيها لتفسد الثّمار
يا روحي لا تحزني و لا تعاتبي نفسي التّي حادت عن طريق المسار
ها قد لبّت طليك و رجعت لليقين و تابت و لم تجد من يجيرها سوى ربّنا الغفار
فهي الآن تعيش بحسرتها على ما فرّطت في ملكها لعدوّها الغدّار
ما خسرت من نعم ربّي الّّذي أعطاها الولد و البنت و تعيش ولم تستطع الأخذ بثأري