وَشوَشاتُ سَيِّدةٍ ...
بقلم: الشَّاعِر إحسان الخوري
سيِّدَتي ...
هذا الفجرُ لمْ أجِدْكِ ..
هلْ رمَيتِ قلبَكِ من النَّافِذةِ ..
كيفَ خرجْتِ من كأسي ..
هلْ سَرقوا ظِلَّكِ ..
ظلُّكِ لمْ يعُدْ يعرِفُني ..!
هو حتَّىٰ لا يعرِفُكِ ...
غادرتِ ولم تُغادري ..!!
لمْ أُقبِّلْ حتَّىٰ خَيالَكِ ..
وقد أنهَكَ التَّعبُ عُيونَ انتِظاري ...
فأفيقُ في إغماءَةِ الفُراقِ ..
أقتاتُ منْ ذاتيَ المهجورةِ ..
ألتقِطُ أنفاسيَ المجهولةِ ..
أزُجُّ عواطِفي وأدفعُ بِها ..
أطهو بعضَ الرِّيحِ على شَوقيَ المُشتعلِ
ألتهِمُ الدُّخانَ ..
فَتأتيني وَشوَشاتٌ مجنونةٌ ..
تُحدِّثُني عن مَواعيدِكِ المؤجَّلةِ ...
سيِّدَتي ...
أنا أشتاقُ إلىٰ الأحمرِ ..
لا حاجةَ لي لكُلِّ صُوَركِ ..
سأستحضِرُكِ عندَ انزياحِ الجنيَّاتِ
أحلُمُ ...
أكتُبُ على ورقِ الحلُمِ اسمَكِ ..
فأراكِ ..
تُزاحمينَ نَظراتَكِ ..
أسكُنُ عينَيكِ الغنُّوجتَينِ ..
أرسُمُ شفتَيكِ ..
كأسَينِ من النَّبيذِ ..
أغُبُّ ولا أعرِفُ العددَ ...
أرسُمُ جيدَكِ ..
مِحرَقاً ناعِماً كثيرَ الأنوثَةِ ..
تَشبَّعَ بِمُعتَّقِ الهَمسِ ..
أرسُمُ نهدَيكِ ..
مَرقدَ الأريجِ ..
أُمارِسُ عدَّ التُّوتِ ...
أُكثِرُ التَّجوالَ في محطَّةِ التُّوتِ
يَجفلُ النَّهدانِ ..
يبدأُ الصَّهيلُ ..
فتنبُتُ عليهِما القُّبلاتُ ..
أشجارٌ على ذِمَّةِ الغِوايةِ ...
أمضي في الحُلُمِ ..
أتدفَّقُ في جسدِكِ ..
تبتَهِلينَ في جُنونِكِ ورغَباتِكِ ..
قُبلةٌ تزحفُ هنا وقُبلةٌ هناكَ ..
أتَّكِيءُ على بعضِ سَقْطِ القُبُلاتِ ..
فتتسرَّبُ قُبُلاتي ..
أنساها هُناكَ ..
لا أُريدُ أنْ أصحوَ ..
وأتذكَّرَ طَويلاً رغبةَ الانتحابِ ...
أصابِعي راحتْ تهرِبُ منِّي إليكِ
فأحتَسي رغوةَ التَّعاويذِ ..
قبلَ أن تفيقَ شفتاكِ ..
أذبَحُ الفِراشَ ..
أشتعِلُ بِعشوائيَّةٍ ..
أنسَخُ منِّي عَشْرتَينِ ..
لكيْ تَرينَني في كلِّ اتِّجاهٍ ...
فأنا معي منَ الحُبِّ ما يَكفيكي ..
ربَّما أحتاجُ إلىٰ زيادةٍ من السُّكَّرِ
ولكنْ كمْ أتمنَّى أن أحيَا في الحُلُمِ ..
وأكتبَ بالأحمرِ كلَّ حُروفي ....
من ديواني الرَّابعِ: ** نِساءٌ من شَمعٍ**
See TranslationLike