مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

خبز النصر

 في باكورة الصباح جلست على شاطئ البحر برماله المتلألأة بوهج الشمس أنظر إلى أمواجهه اللامتناهية بثاقب البصر.

بينما أحتضن بشدة في قبضتي على حجر.

حجر لا أبيعه بأنفس الدرر.

حجر ينتظر مني أن أسرع له بالأمر.

فبيني وبين الحجر يا سادة قصص وعبر.

حكايات من كثرتها لا تكاد الذاكرة أن تحصيها أو أن تتذكر.

في ظهيرة ذلك اليوم على غير المألوف عدت إلى البيت مبكرا وقد آثرت أن أبكر.

وجدت أمي جالسة أمام الطابون خبزا تحضر.

جلست قبالتها على حجر.

مرة أخرى حجر؟

تساءلت في نفسي بغصة المرر.

قابلتني بوجه بشوش حاني ثاقب النظر.

ورحبت بي بأرتال الأدعية وقد علا قسماتها  البشر.

ناولتني رغيفا للتو أخرجته من الطابون يكاد من فرط الإحمرار في وجهي أن ينفجر.

ثم قالت:

هل من خبر.

أنا لا أريد كما كبيرا من الأخبار بل يكفيني منها خبر.

 

كنت قد بدأت أقضم من الرغيف ومع كل قضمة أشعر بأنني على الجوع أنتصر.

ناديتها!

أماه:

الأخبار كثيرة وتترى فأي منها تريدين خبر.

أجابتني متسائلة بخرقة كحرقة طابونها المستعر.

وقد تبدلت قسماتهت من بشاشة وبشر إلى غضب وضجر.

هل إنتصرنا؟

أم هم من إنتصر.؟

هل عاظت كتائبنا مظفرة والقدس قد تحرر؟

هل العدو عن الأرض قد تقهقر وإندحر؟

 

أطرقت رأسي في الأرض خجلا والأسى يعتريني والقلب ينفطر.

أجبتها:

لا يا أمي لم ننتصر.

باغتتني وإنتزعت مني ما تبقى من الرغيف حتى كدت أن أسقط عن الحجر.

أمام!

ماذا تفعلين فأنا ما عدت أطيق للجوع من صبر.

    أجابتني صارخة:

هذا الخبز ليس لك وليس من حقك فيه كسرة.

إذا لمن تعظينه يا أماه بكل صبر.

      أجابتني :

إني أعده لمن سوف يعود منتصر.

فهيا إنهض وآتني براية النصر.

 

                             د.إياد قاسم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2016 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

401,462