عشق متمرد
نَصيبي في هواكَ بانِّي صَبٌّ
وعشقي للبعادِ هو ادِّعاءُ
***
ولي نفسٌ جمالُ الرُّوح فيها
وروحُك صنوُ روحي والسواءُ
**
رُضابُ شِفاهُك الحرَّى مَذَاقٌ
وَطيبُ الهَمسِ في أذني غِناءُ
***
لحاظُ العين في بَحري توالت
ونظراتُ الغرامِ هي الشفاءُ
***
تناديني العيون ُ جنونُ صمتٍ
ويهذي العقلُ يتبعه الرجاءُ
***
فلا الإبحارُ في عَيْنَيْكِ يُجزي
ولا شِعري يجاريكِ الثَّناءُ
***
ولا أوتارُ أشعاري غِناءٌ
ولا كُلُّ الغرام ِ به الهناء ُ
***
فانَّ مُواصِلي في الحبِّ يشقى
نديمي لايفارقه الشَّقَاءُ
***
فان يَمَّمْتُ صوبَ الشرقِ طارتْ
بأجنحةِ الملاكِ لها رداءُ
***
وان غَرَّبْتُ في شوقي تمَنَّتْ
فذاكَ الشوقُ يتبُعهُ العناءُ
***
لها قَلبَينِ في حبي وعشقي
ولي شَوْقُ يواعِدُها ا الوفاءُ
***
فان قامت تَلَوَّتْ في دلالٍ
كما فَرْعِ الأراكِ له انحناءُ
***
تَفوحُ ثِيابُها بالنَّشْرِ صُبْحَاً
واعشَقُها وَيكفيني النِّداءُ
***
فانَّكَ إنْ حَظَيْتَ اليومَ منها
بِلَحْظِ العينِ نادَمَكَ السناءُُ
***
وان لامَسْتَ منْ فَرْعٍ تَدَلَّى
فذاكَ الصَّبُّ عاقَرَهُ الهِذاءُ
***
مُعَذِّبتَيْ وغاليتي أجيبي
نداء الروح جانبَه اللِّقَاءُ
***
وَعُودي لا العقابُ يَصُدُّ غِرَّاً
ولا هَجْرُ العشيقِ هُو الدواءُ
***
ولا غَضٌّ من العينين أمسى
يداوي القلبَ يمنحُهُ الشِّفاءُ
***
فَليْ رُوحَيْنِ قد وُهِبَا زماناً
فللأولى الدواءُ وفيها داءُ
***
وثاني الروح ِعاقَرَهَا شَقَائي
ومازَجَهَا مع الخمرِ انطِواءُ
***
أبْيتُ جَوَىً وَطَرْفُ العينِ مِنِّي
يُمَنِّينِيْ وَيَكْذِبُنْي لقاءُ
***
وَنارُ الوَجْدِ يُشْعِلُهَا بِعَادٌ
وَتُذْكِيها دُموعٌ وارتِواءُ
***
وَتَسْهَرُ رُوحِيَ الثَّكلى لُتِضْحِي
مع الإشراق جَدَّدّها العَناءُ
***
وأكْتُبُ من قوافي الشِّعرِ فَيْضَاً
فانْشِدُها وَيعشَقُها الضِّياءُ
***
وَتَشْدُوهَا طُيُورُ الرَّوْضِ فجراً
لعلَّ بِشَدْوِهَا يحلو الرثاءُ
***
فيا رُوحِيْ اليكِ اليومَ مِنِّيْ
عزاءٌ ليس يشبههُ عَزاءُ
***
فانْ ضاقَتْ بلادُ العِشْقِ يَوْماً
فَأرْضُ اللهِ أضْيَقُها الهناءُ
الشاعر " محمد العصافرة /فلسطين – الخليل –بيت كاحل