لليأس أوطان
من يُبعِد اليأسَ لا يرضى نوائلهُ___إن كان مُجترِئاً أخفى شوائبَهُ
في يأسِهِ أملٌ من يرتجي حُلُماً ___يدنيهِ من سَخَطٍ يجني نوائبَهُ
قد فتَّ في عضدٍ إذ كان باعثُهُ___ نارُ المهابّةِ قد تدني كرائِبَهُ
والنَّفسُ تعلو إذا خفَت بلا أثرٍ___ مثلُ الدّخان فلا نرضى سرائبَهُ
لوكان خيراً تواضعنا له شطراً___ من النَّهارِ وأعلينا سحائبَهُ
إنّ الحياةَ بلا طعمٍ إذا امتلأت___ همّاً وغمَّاً وقد أضنت سوائبَهُ
نلهو بشعرٍ إذاما فارقت أملاً___ كيلا نلاقي بإبعادٍ ركائِبَهُ
إن شابَ أطفالُنا خوفاً فلاعجبٌ___ فالجيشُ في حربِهِ أضنى كتائبَهُ
والحرُ قد فطمَ النَّفسَ الَّتي عزفت___ عن كُلِّ حربٍ جرت أجلتْ عصائَبهُ
يا ربِ سلِّم ديارالعُربِ من دنسٍ___ واحفظ شباباً فقد أفنى ذوائِبَهُ
إنْ جاهدوا فعلى الأعداءِ ما ضربوا___والسِلمُ في وطنٍ نرجو ربائِبَهُ
واللهُ أرحمُ بالمخلوقِ من وطنٍ___فيه الحروبُ ولا نرضى خرائِبَهُ
يا موطناً عصفت ثوراتُهُ زمناً___من زادَ في صلفٍ أعيا ترائِبَهُ
قد ظلَّ من عشقَ الكُرسيَّ منتشياً___لا لن يزحزحَهُ ..أدنى سلائبَهُ
قد يحرق الشعبَ إن سارَالهواءُ بلا___إذن الرَّئيسِ وقد يرضى مصائِبَهُ
هذا التّجبُرُ قد أعيا لهُ أُمماً ___ من فقرها شبعت تحيي سغائِبَهُ
أوطانُنَا تركت للعزِّ أمثلةً ___ لا ترتضي أمَلاً يُخزِي رَبائِبَهُ
ماذا أقولُ وقد جارت براثنُهُ___ ساءت قريباً وقد ارست رغائِبَهُ
قد ضاعَ شوقٌ إلى الرُّؤيا وغُرَّتُهم___تُروَى دماءً كمن أجرى ضرائِبَهُ
هل كان صُلحٌ وللإصلاحِ تابعُهُ ___بالقتلِ شرَّدهم من لامَ عائِبَهُ
يا زهرةً قُطِفَت في الشَامِ من سحرٍ___جادَ الغروبُ على من صادَ رائِبَهُ
إنْ كان في يمنٍ من حكمةٍ هلكت___ إذ في الظهيرةِ لم تحرق جلائِبَهُ
في الصُّلحِ من ركنوا حلاًّ لمصلحةٍ___ إنْ في العراقِ دمٌ أغرى غرائِبَهُ
هانت كتائبُهُ من قصفِ طائرةٍ___ في القدسِ قدَّم للعادي زرائِبَهُ
هل أنت يا وطنٌ من قد أرومُ إذا___ ما فارقت روحنا يوماً لبائبَهُ
لا والّذي جُبِرَت في شرعِه رَحِمٌ___ لا نرتضي وطناً أروى حلائِبَهُ
إنَا نصلي على خيرالورى شَرَفَاً___ ما دامَ عرقٌ لنا دارى سبائِبَه
السبت 3 ذو الفعدة 1437 ه
6 أُغسطس 2016 م
زكيَّة أبو شاويش _أُم إسلام