شآم
أتيتُ قَبرَكِ في قلبي ومُنسَكِبي
شآمُ ضاعَ عظيمُ المجدِ فانتَحبي
إني عَرفتُ من التاريخِ شُعلَتَها
شآمُ كنتِ رَديفَ النّجمِ في الحِقَبِ
رَفعتُ فيكِ جبينَ العِزِّ مَكرُمةً
وسِرتُ بين عظيمِ الرّومِ والعَربِ
خامَرتُ حُبَّكِ حتى باتَ يَغمُرُني
من كأسِ نَبعِكِ خَمرُ الشِّعرِ من أدبِ
وجالَ في جَنَباتِ الشّامِ أورِدةٌ
فسالَ حُزنُ عيونُ الهَمِّ في الهُدُبِ
ماذا جرى هَلَعًا إني صَرَختُ بها
فجاوبَت تَعَبًا من صَولةِ العَتَبِ
بَكَيتُ روحَ شُموخِ الأمسِ في طُرُقٍ
ظَلَّت تَجُرُّ عَرينَ الشّمسِ في السُّحُبِ
خارَت على كَتِفِ التاريخِ أزمنةٌ
وكان مُرُّ جليلِ الكَربِ كالعِنَبِ
إني اكتَوَيتُ بنارِ الشّامِ من طَرَبٍ
واليومَ أرقصُ كالمَذبوحِ من عَطَبِ
مصطفى محمد كردي