أنّات
بقلبيَ أنّاتٌ وصدريَ عامرٌ
ولولا رحيمُ الرّوحِ متُّ من القهرِ
أشاهدُ غِلًّا في بلادٍ تَيتّمَت
فقد ماتَ من يَحنو وغابَ بها فكري
سلامٌ على أوطانِ مَجدٍ تدمّرَت
ونامَ عدوّ الخيرِ فيها من البِشرِ
أتى ما أتاها حين هَبّوا (لفَزعةٍ)
وما عَلِموا أنّ الجهالةَ في الجَذرِ
يُنادونَ للإخوانِ هيّا لنَجدةٍ
ويَرمونَ بالتّكفيرِ شعبًا بلا عُذرِ
وقامَ بهم ناسٌ أضَرّوا وأسرَفوا
ولو ماتَ مَن يجري لماتَ بلا ذُخرِ
قِتالٌ وتنكيلٌ ولِصٌ وغاصِبٌ
فأيُّ جهادٍ في العُروقِ له يَسري
جِرارٌ بها كلُّ المَظالمِ جُمِّعَت
على الناسِ تُرمى مع كثيرٍ من العُهرِ
يريدُ مزيدَ الخيرِ والوصفُ قاتلٌ
ويرجو من اللهِ الجِنانَ مع الأجرِ
يقولُ بأنّ اللهَ قد حَرّمَ الهوى
وإنّ هواهُ اليومَ يعدو على الشَّرِّ
يبيعُ كلامًا في كلامٍ ويشتري
بهِ كلَّ روحٍ والمشاعرُ في القبرِ
ويأبى عِنادًا كلَّ نُصحٍ ورحمةٍ
ويُسرِعُ في التّجهيلِ وَحيًا ولا يدري
وإنّ إمامَ الرّسلِ عنهم مُنَزّهٌ
فحَذَّرَ بالتّفصيلِ من شِرِّ ما يجري
أما سَمِعوا أنّ القِتالَ مُحرَّمٌ
إذا كان بين المسلمينَ مِن الكُفرِ
فكم في جحيمِ الجهلِ قومٌ بجهلِهم
وكم في نعيمِ الوهمِ قومٌ من السُّكرِ
مصطفى محمد كردي