ورد البستان

كان ياما كان ...
صبية شقيه
تحلم بحبات الكرز والرمان
تحلم بسوار من ذهب
يقيدها لفتى الأحلام
تفرح بالحلوى والسكر
في ليل مرارة الحيران
وصبيتنا طفله جذلى ...
لم تسمع بحرب أو غزوات ...خرجت للحقل تلهو تلعب ..
وفوق التلة تغفو وتنام ....
تطارد فراشات الحقل ...
تقطف أزهار من بستان ...
ترسم لوحات وردية ...
حب ...ورد ..أملا ..
لا ..لا ...أجمل من كل الأحلام ...
ترغب بالحب وبالحلم ...
لم تعرف يوما عدوان ...
تحيا للحلم ولأجله ..
لم تسمع يوما
بغدر أو خذلان ..
تعبت طفلتنا من اللعب ..
وابتعدت عن بيت الأهل ...
وسهت عين في ظل السنديان ...
وكان يا ماكان ...
انقلب الزمن ...
وانقطع شريط الأيام ...
فغزو وحشي لقريتها ..
حطم ألعابها والحلم ..
اغتال الأم والبستان ..
وتحت حوافر خيلهم ..
سبيت طفلتنا لزعيم ..
اغتال الطهر من نهد
ومن آخر الزمان ...
مات ورد البستان فجأه ...
ومات الخوخ والرمان ...
وتلون زهر الحقل فورا ...أحمر ..
وغنت شقائق النعمان ...
وصبيتنا فقدت أهلا
وحضن الأم والفستان ..
وضاع الفرح والضحكه
وسقط أكليل وردها .
وعرفت طعم الحرمان ...
مسكينه يا فتاة الحقل
فما عاد شيئ كما كان
فدفاتر الحكاية أتلفت وأحرقت ..
وداس الخيل على الطهر ..
في الكيان ..
واغتالوا فيها الأنسان ..
ومنذ عصور وقرون
تحيا صبيتنا
عصر الحرمان مع الشيطان
وكان يا كان ...
مات الزهر فينا ..
مات الانسان ..
وانتحر الزهر في البستان ....

الفايروس الجميل
خالديه معيجل ...