هجر
هجرَ الهوى ما جَمّعَ القلبينِ
فتغيّرَت ريحانةُ الرُّوحينِ
ذهبَ الذي في نارهِ ذُقنا الهنا
وأتى ربيعُ الحزنِ في الصّدرينِ
القلبُ نامَ على يسارِ شجونهِ
والخفقُ يبكي شاكيًا للبينِ
دقّاتهُ كانت تودِّعُ عاشقًا
كبريقِ شوقٍ هاجرِ العينينِ
الكفُّ باردةٌ بدَت رَعَشاتُها
أين الذي قد أشعلَ الكفّينِ
والخَدُّ عَصفرَ خَدَّهُ وتخدّدَت
قَسَماتهُ ما أتعسَ الخدينِ
الثّغرُ أتقنَ في النّدامةِ حالةً
بالأمسِ كانت فرحةَ الثّغرينِ
ما عُدتَ تَلمَحُ في وجوهِ وجوهِنا
ما كان يَلمعُ من لِقا الوجهينِ
وكأنّنا لمّا هجرنا بعضَنا
ذهبَت معالِمُنا مع النِّصفَينِ
مصطفى محمد كردي