عُمَرٌ ) يُعانِقُ في الرُفاتِ ( عَلِيَّا ) ..
.......................................
مَا زِلتَ رغمَ النَائباتِ صَبِيّا ..
وَ بَقيتَ رَغمَ الحَاقِدينَ بَهيَّـا ..
أنتَ العراقُ عَلوتَ وحدكَ للذُرى ..
فَلمعتَ في كبدِ السَماءِ ثُريَّـــا ..
فَأنرتَ ظَلماءَ العروبةِ بَعدَما ..
أسمتكَ قُربَاناً وَ كُنتَ سَخيَّا ..
أرخصتَ نَحركَ يَا عِراقُ مُفَدِّيَاً ..
مِن رَافِديكَ دَمَاً ، فَطِبتَ رَويَّا ..
قَصَدوكَ مُذْ عَطشوا فَصرتَ غديرهم ..
وَ صَبَبتَ مَاءَكَ سَائِغَاً وَ هَنيَّا ..
كبروا بِجوعِكَ يَا لقبحِ جَزَائِهِمْ ..
وَ بَقيتَ في زَمنِ السغابِ وَفيَّا ..
لَمحوكَ نَجماً وَ الكواكِبُ تَهتَدي ..
مِنْ نورِ وَجهِكَ بُكرةً وَ عَشيَّا ..
عَرفوكَ صِدِّيَقاً وَ مَجدكَ يَعتَلي ..
قِمَمَ الرَواسِخِ شَامِخَاً وَ أبيَّــــــا ..
حَسَدوكَ وَ اجتَمعوا فَدُبِّرَ أمرُهُمْ ..
لَمْ يَرتضوكَ مُبَرَّءاً وَ نَقيَّــــا ..
فَمَضوا لِقَتلِكَ يَمكرونَ وَ صَدَّروا ..
صوبَ اغتيَالِكَ آفِكَاً وَ بَغِيَّــا ..
لَمْ يَتهموا ذِئْبَــاً بِقَتلِكَ إنَّمَـــا ..
ذَبحوكَ جَهْرَاً كي تَموتَ فَتِيَّا ..
كَتَبوا بِأفكارِ التَطرّفِ حِقْدَهُمْ ..
فَغدوتَ مُرْتَدّاً وَ صِرتَ شَقيَّا ..
جَاءُوكَ في ليلِ الصِيَامِ وَ فَجّروا ..
بَغدادَ وَ اختَضَبَ الفُراتُ دَمِيَّا ..
نَصَبوا عَزَاءَكَ في المَساءِ وَ كبَّروا ..
فَمَضَتْ دِماؤكَ كوكَباً دُرّيَّــا ..
كادوا مَكائِدَهُمْ فَخابَ مُرادُهُمْ ..
وَ ضَمَمتَ جُرحَكَ يَا عراقُ عَصيَّا ..
وَ كَتبتَ عنوانَ الشَهادةِ بِالدِمَا ..
( عُمَرٌ ) يُعانِقُ في الرُفاتِ ( عَلِيَّا ) ..
جعفر الخطاط
Like