أحلام ضاعت
نامت على زَندِ المُنى أحلامي
وتَحَلَّمَت في مُقبِلِ الأيامِ
وتلوّنَت فيها السّعادةُ حيثما
دارَت عيونُ النّفسِ والأوهامِ
بيتٌ كبيرٌ ضَمَّ أفراحًا بهِ
أهلي وأولادي وحرفُ غرامِ
حُبٌّ ومالٌ والزهورُ بعطرِها
والطيرُ يشدو نغمةَ البَّسامِ
لكنّ أقدارًا لنا قد خَصَّصَت
شيئًا من الأحزانِ والآلامِ
وأتت بحربٍ مالها من رحمةٍ
وتَكسّرَت من ويلِها أقلامي
ضاعت بلادي في أُتونِ جهالةٍ
وهجرتُ تُربًا قد بَكَتهُ عِظامي
بين الملايينِ التي قد هُجِّرَت
قَسَموا المَذلَّةَ غربةً بخِصامِ
صِرنا كمثلِ حمامةٍ مَكلومةٍ
بين الثّعالبِ لُقمةً للئامِ
هُتِكَ الحياءُ وضاعَ من أخلاقِنا
ماكان يومًا للورى كإمامِ
نَزلَت بسَفكِ دمائِنا أسعارُنا
في بورصةِ الإجرامِ و الإعلامِ
المجرمونَ إذا أرادوا مجرمًا
والنازحونَ لنيلِ مالٍ عامِ
بِيعَت حرائرُنا بحُجَّةِ صَونِها
وتَجَنّسَت أطفالُنا بخيامِ
وتصنّفَت أقومُنا في مَيلِهم
مابين حُرٍّ ثائرٍ ونظامِ
والكلُّ يحفرُ قبرَهُ بسلاحهِ
و القبرُ يجمعُ شملَهم بسلامِ
مصطفى محمد كردي