ندم
رمضانُ رُحتَ ولم تُرِح أعصابي
عجّلتَ قبل توجُّهي وحِسابي
أمضيتُ وقتي في مجالس غفلةٍ
وتركتُ ذِكرَ مُسَبِّبِ الأسبابِ
الليلُ كان على القيامِ بسهرةٍ
أركيلةٍ والنتِّ والأصحابِ
أما النّهارُ فكالسّجودِ قَضيتهُ
نومًا بهِ أُلقى على الأعتابِ
رَتّلتُ أطلبُ أجرَهُ في غِيبةٍ
ومَلئتُ بَطنًا ضاقَ في الأبوابِ
ثُلُثٌ طعامٌ والشرابُ كمِثلهِ
أما أنا فهَدرتُ قِسمَ شرابي
كان العذابُ من الصّيامِ وجوعهِ
وأنا من الأكلِ الكثيرِ عذابي
قد عمَّروا أوقاتهم في مسجدٍ
بجوارِنا وقطعتهُ بخرابي
المِسكُ يَنثرُ عِطرَهُ بثغورِهم
وبريحِ ثغري قد قتلتُ ذُبابي
الكَهلُ صامَ بعَظمهِ وبهَمِّهِ
وحفظتُ بالفِطرِ الشَّهي شبابي
متألِّمٌ من فَوتهِ يا ويلتي
هل يُرجعُ النّدمُ الهزيلُ ثوابي
عُذرًا على عُمرٍ مضى بجهالةٍ
فخسرتُ شهرَ الحُبِّ والأحبابِ
مصطفى محمد كردي