" زِفَافْ ""
العيدُ يحطُ قَدماه في الشَارع
ابتسامات على شِفاه الحوانيت
ومَرح يُحاصر الطُرقات
رأئحة القُماش الجديد يَتفشي بالهواء
كما تتسَرب رائحةُ الحلوي لشُرفتها
فتَمص أصَابعها مِن خلف شقوق
النافذة الخشبية
وتغِرف مِعدتها مِن أكداس الإشتياق
تُكاد أن تفرشُ شَعرها في طُرقات النسيِم
لكن الأمسال التي تعتتنقها بواحَاتِ الإحْتفاء
لا تَليقِ بوجه جميل
وما لديها دون أن ترفأ الثياب بدموعها
َكَي لا تُهرول منها عقارب الساعة
فيمضي يومُ بَديعاً .....
ففًي أحْشَاء الزيتُون بذرة منتحبة
قُاصية عن عِيُونٍ ترقص
في سَاحاتِ الفِطرة
الأشياء التي تُشاطر مُتعتها
أشلاء دُمي تَنام في مفترقات الطرق
وتَسأل في ذِهنها الشريد
مَن يضع فى كَفها الصغير
المعادن .... الورق ... هذا الصباح
لتُسرع نحو الأراجيح ...
وبائع البليلة
.
ثَوب مُهترئ أمام ناظرها
وبَين أصابع أمها إبرة الحِياكة
التي تُرتق كبريائها
في بَوادر النهار
وتَقف كالفرسِ الحَرون بغتة
وتُباغتْ الإنقياد
وتصول عزة نفسها عَلي الطقوس الدؤوبة
منذ سنوات في قبو الحياة
أساورالفضة .. وقلائد الذهب الصينى
سلعة الفقراء
ودهان عربات الكارو
طلاء أظافر النساء
واحتساء رُهام الأثرياء
خوفا من ظمأ فى درب التية
وفستان مملوث بِمهانة أطفال الثراء
كأنها ابنة الأرض وهم أبناء السماء
ولن تسأل إلي متي يبق الذل قائم
يتغني بالألحان على وترها
لأنها من اليوم فصاعدا
أعلنت التمرد .....
فعيدها اليوم وسط بساتين الشوك
فهو يوم العُرس المرتقب
لزفاف كبريائها
بقلم .. نجلاء مجدي