امرأة للتوكؤ
كلما أرهقته إحباطاته المتكررة
جذب حلما خاصا جدا من أحلامه القديمة
وأسند رأسه إليه
تتقافز أحلامه الباقية حوله مثل ضفادع ملونة
لكنها ضفادع على أية حال
فقط وحده هذا الحلم القديم
هو الذي لا يزال يتبختر مثل طاووس في مخيلته
ويساعده في الوقوف على قدميه
لو لم يكن لديه حلم كهذا
هل كان بإمكانه أن يلتقي كل يوم ببائع اليانصيب العجوز
الذي يسوق له الوهم
وبالعرافة التي أدمنت دهشته وأدمن هراءها
وبأصدقائه الشعراء المتواطئين على قلبه
وبزوجته التي ما تفتأ تسأله عن الحكمة في استمرارهما معا
وبأطفاله الذين يستقبلونه ويودعونه بنظرات مستكينة ومحايدة
لو لم يكن لديه حلم كهذا
هل كان بإمكانه أن يواصل حياته
ويواجه ببسالة تداعيات ستين عاما من الفشل
وأن يتوحد مع تلك المرأة المدججة بالصمت
والقابعة هناك في زاوية بعيدة على مشارف الحياة
يقتاتها تبغها الردئ
وكؤوس جعتها المثلجة
وساندوتشات الفول الوفية إلى درجة القرف
ونظرات التساؤل اللزجة لسكارى آخر الليل
أيتها المرأة المثابرة مثلي
والمدججة بالصمت
هل يمكنك أن تثقي بي لبضع دقائق
بضع دقائق فقط
وتدعيني أضع يدي على كتفك
وأتوكأ عليك في طريقي إلى نهايتي
عبدالعزيز رفعت