صيدة (الوطن المريض) من بحر الرّمل
أيُّ همٍّ في فؤادي لايزولُ ---- وطنٌ قد عادني فيه الذّهولُ
ليسَ شكّاً ما أرى مِنْ أمرِهِ --- فهوَ حقَاً باديَ السّقْمِ عليلُ
إنّني أبكي عليه أسفاً ------ مِنْ مُصابٍ خطبُهُ خطبٌ جليلُ
سرطانٍ قد سَرى في دمِهِ ---- فرجاءُ البُرْءِ منهُ مستحيلُ
غَشيَتْهُ فتنـةٌ لاتنـجلي--------- حارَتِ الأذهانُ فيها والعقولُ
يصبحُ المؤمنُ فيها كافراً ------ ثمّ يمسي مؤمناً ضاعَ الدّليلُ !!
كلّما قلنا انْقَضَتْ أو قد مَضَتْ --- جاءتِ الأخبارُ تنفي ما نقولُ
واسْتَحَرَّ القتلُ فيهِ فالرّدَى ----- في حماهُ اليومَ ضِرْغامٌ يصولُ
عشراتٌ بل مئاتٌ قد قَضَوا ---- بـلْ ألـوفٌ عَـدّهُمْ عَـدٌّ يطـولُ
وعقــولٌ بـاهـراتٌ هـاجـرتْ---- لم يَدُرْ في بالِها يوماً رحيلُ
عشّشَّ المحتلُّ فيهِ بعدَما ---- نالَ منهُ الوَهْنُ والدّاءُ الوَبيلُ
سنواتٌ عاشَها في مِحْنَةٍ -----لاانْفـراجٌ لا رجــاءٌ لا سبيلُ
في حـروبٍ وحصـارٍ جائــرٍ------ ما لهُ مِنْ قبلُ نــدٌّ أو مثيلُ
فانْبَرى يُكملُ تخريبَ البُنى---- مثلَ سيلٍ بعدَه جاءتْ سيولُ
جاءَ والأذنابُ تسعى خلفَهُ---- حيّةٌ تسـحـبُ ذيـلاً وتـجـولُ
طابعُ اللؤمٍ عليهم ظاهــرٌ ----- ليسَ فيهم مستقيمٌ أو أصيلُ
أيُّ ويلٍ ذاقَ منهم وطنٌ ------ غابَ عنهُ السّعدُ مُذْ جاءَ المَغولُ
مزَقتْــهُ إربَاً أطمــاعُهُــم ------- لم يُفِدْ منهُ بـكاءٌ أوعويلُ
ركبوا أمـواجَ بحــرٍ هائــجٍ ------ لمتاعٍ سوفَ يفنـى ويــزولُ
لم يُبالوا مِنْ عَمى أبصارِهم---- ألِخُلْدٍ أمْ الى النّارِ الوصولُ!!
وطـنٌ ذاقَ الّلظـى أبنــاءُهُ------كم مضى جيلٌ سدى كم ضاعَ جيلُ
كم تعافى قبلَهُ مِنْ أمَمٍ ----- مسّهمْ في سقمِهم ضرٌّ قليلُ
كانتِ الحكمةُ فيه فيصلا" ------ بينَهم والعفوُ والصّفحُ الجميلُ
غيرَ أنَّ الخطبَ فيهِ جَلَلٌ ------قمـطريـرٌ أمــرُهُ أمــرٌ مَهــولُ
ليسَ إلّا اللهُ يجلي همَهُ------ فإليهِ المشتكى وهوَ الوكيلُ
المهندس خليل الدولة
نشرت فى 13 يونيو 2016
بواسطة ah-shabrawy
أ/أحمد الشبراوى محمد
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
401,720