حنين
كأسُ الحنينِ كطعمِ الصَّبرِ بالأملِ
فالفَطمُ مُرٌّ و ذِكرُ القُربِ كالعسلِ
يأتي الخواطرَ كالمَلسوعِ يأخذُها
من حاضرِ القلبِ بالتذكارِ عن مَللِ
يروي الفؤادَ بوَبلٍ من سحائبِهم
ويقطفُ الرِّيَّ بعد الغَيثِ في عَجَلِ
يأتي الهمومَ بكأسِ الرَّاحِ يُزهقُها
والرُّوحُ تصفو فيرمي الرَّوحَ بالأجلِ
كأنما كُتِبَت أقدارُ فرحتِنا
في لوحِ ثلجٍ على النيرانِ في الأزل ِ
يا وجهَ شمسٍ غدا في القلبِ مَوطِنهُ
هل لي بلُقيا تعيدُ الأمنَ للوَجِلِ
كانت لكم بنعيمِ الوَصلِ أزمنةٌ
واليوم عَصرُ النّوى أحياهُ بالعَذَلِ
خذني إليكَ و ثَقِّل في محبَّتِكم
أطرافَ نفسٍ هَوَت في أضيقِ العِلَلِ
واشرح بلُطفِ اللِّقا ما باتَ يطلبهُ
عَصفُ الشُّجونِ بسيلِ الدّمعِ في المُقَلِ
مَن قال أنّ النّوى للقلبِ راحتهُ
لقد لقيتُ كما المَمسوسِ من خَبَلِ
أهوى لهم أثرًا يحكي مَودَّتهم
كالمَيتِ يُسعِفهُ شيءٌ من البَللِ
لا تقتلوا عاشقًا قد رَقَّ من عَطشٍ
بل أشعِلوا قلبَهُ والعينَ في الطَّللِ
لا زالَ ريحُ الهوى في دارِهم عَبِقًا
والوَجدُ يَلفَحُني في المَشهدِ الجَللِ
ألواحُ قلبي جَرَت في بحرِهم دَنفًا
والناسُ مِن موجِهِ فرَّت إلى الجبلِ
مصطفى محمد كردي