عرس
رَفَّت كمثلِ حمامةٍ بَرِّيَّةٍ
من حولِها فَصلُ الرّبيعِ يَفورُ
ألقت إليّ بسِحرِها وبنَحرِها
و غدا يُلوِّحُ بالنّوى و يزورُ
عينانِ كالنّجمينِ في كبدِ السّما
والرِّمشُ يصرخُ بالغِوى فتَحورُ
والخَدُّ سَفحُ الثّلجِ دُقَّ بسَفحهِ
نَحري فصاحَ الزّهرُ والتَّنّورُ
أما القَوامُ فكالفراشةِ خَصرُها
والكَفُّ يحرسهُ النّدى وسرورُ
الماءُ يجري خلفَ أشجارِ الهوى
والشّمسُ تَسترُ حَرَّها وتغورُ
شَرِبَت بكأسٍ من سُلافةِ شهدِها
وأنا أذوبُ بخَمرِها وأمورُ
وتقولُ : خِلِّيّ ... يا حبيبةَ مهجتي
وأعودُ أطرَبُ باسمِها وأدورُ
وسَمِعتُ من جُنُبٍ كلامًا هَزّني
وكأنّما البُركانُ كان يثورُ
وفتحتُ عيني ... زوجتي يا حلوتي
مابالُها هل أفزعتكَ بُدورُ
قد كنتَ طولَ الوقتِ ترقصُ باسمِها
فالآن طابَ الزَّمرُ والطُّنبورُ
مصطفى محمد كردي