منَ الإعجاز اللغوي في القرآن العظيم:
دقّةُ التعبير القرآني في استعمال لفظتي (الجَدَث) و(القبر) :
لاتجدَ في كتبِ اللغةِ ثمّةّ فرقاً بينَ الجدث والقبر ، أمّا الجَدَث في القران الكريم فلهُ دلالته الخاصّةُ فهو لا يأتي إلّا بمعنى القبر الّذي سينبعثُ منهُ صاحبهُ يومَ القيامةِ فَكَأنّهُ القبر المنشق عن صاحبهِ لذا اقترنَ معه لفظ (الخروج) ولفظ (ينسلون) للخروج بحِدّة والنسلان :المشي السريع
قال تعالى (ونفخ في الصور فإذا هم منَ الأجداثِ الى ربهم ينسلون) يس 51
وقال(خشّعاً أبصارهم يخرجون منَ الأجداث كأنّهم جرادٌ منتشر) القمر7
وأمّا القبر فمدفنُ الإنسان فهو اسم يدلُّ على حدوث الإقبار للميت بعد موته فهو قبر بدخول صاحبه فيه قال تعالى (ثمّ أماتهُ فأقبرهُ) عبس 21 ومما يدلّ على اقترانه بالموت قوله تعالى في المنافقين ( ولا تصلِّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقمْ على قبره) التوبة84 وكذا ذكره بعد الموت قال تعالى (وما أنت بمسمعٍ منْ في القبور) فاطر 22 والقبر من عمل الانسان فتحدث البعثرة عليه عند اختلال نظام الكون لقيام الساعة قال تعالى (وإذا القبور بُعْثرتْ) الانفطار 4
أما يعد النفخ في الصّور فلا تبقى للقبر صورته وإنّما هو جدثٌ ينسلُ منه صاحبه ممّا يثبتُ أنّ القبر سابقٌ للجدث وينتفي القبرُ بالبعثرةِ ويكون بعد البعثرةِ في صورة أخرى عُبّر عنها بلفظ الجدث فسبحان الّذي وسع كلّ شيءٍ علما
نشرت فى 12 إبريل 2016
بواسطة ah-shabrawy
أ/أحمد الشبراوى محمد
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
402,148