أنا والقمر
أنا والعشـــقُ والقمــرُ .... ومــا يأتـي به السهـرُ
ضياءُ النجْـمِ يجمعنـــا .... كــأنَّ الجامــعَ القـــدرُ
وصوتُ النهــرِ يطربُنـــا .... ويرقصُ حولنـا الشـجرُ
ونارُ الشـــوقِ تلهبُنـــا .... فـــلا نهــيٌ ولا أمـــرُ
وقفنا للهــــوى رَغَبـــاً .... إلى أنْ زارنـا السَحَــرُ
وقصدُ العيـن يفهمُنـــا .... فلهجتُنُـا هـيَ النظــرُ
وترعِشُنــــا غرائِــزُنـــا .... ويحلـو عندنـا السمـرُ
ولمسُ الكفِّ ينعشني .... ويخطفني بهـا البصـرُ
وغنيتُ الهوى شعـــراً .... فأسعدَ قلبَهـا الخبـــرُ
وقالــتْ هكــذا أملــي .... فمــا أخفانــيَ الأثـــرُ
وعشنا والهـوى طربــاً .... وكـان المنشدَ المطـرُ
أنا المشتــاق لي أربٌ .... فماذا ينفــعُ الحـــذرُ؟
ولكـنَّ الهــوى سحـــرٌ .... ويغشى جـوَّهُ الخطـرُ
يكون القلبُ في شوقٍ.... وقدْ يسعى به الضـررُ
فرغمَ العشقِ يرعبُني .... بأنْ ينسانـــيَ القمــرُ
فــلا عـــزمٌ يصّبرُنـــي .... على مـا هــدّهُ الغــررُ
جمالُ الوصفِ يأسرُني .... وتلكَ العيــنُ والعطـــرُ
فهل أغنـــى تلاقينـــا .... وهذا العشقُ والسفرُ؟
سهام العينِ تغرقُنــي .... كـــأنَّ عيونَهـــا النَهَـــرُ
ومـا حولــي يقربُنـــي .... ومـا تأتـي بـــه الصـورُ
فإنّي يا هــوًى بشـــرٌ .... ويُغوينـــي أنــا النظــرُ
فليت الحبَّ يأخذُنــي .... لأرضٍ مـــا بهــا بشـــرُ
فلا كيـــدٌ ولا حســـدُ .... ولا هــمـــزٌ ولا شــــررُ
ولا قيـــدٌ ولا حـظْــــرُ .... ولا مَـــــدَرٌ ولا وبَــــــــرُ
ويبقى العشقُ منزِلَنا .... وينسى أمرَنـا الهجــــرُ
فهلْ يا حلْــمُ تترُكني .... ليبقــى جائِــلَ الفِكَـــرُ
فكـم هــمٌّ يُيَقظُنـــي .... كــأنَّ حياتــيَ الجمـــرُ
شعر: إبراهيم بركات/ القدس