مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

من السّيرة
أتى الهادي ليخرجَنـــا .... مـن الظلمـــاتِ للفجـــر
مـن الأوثـــان حذرنــــا .... ومن كذب ومــن فُجْــــر
دعـــا لله فــي زمــــن .... تمادى الناس في الجور
وكـان العــدل منهدمــا .... فلا دين لــدى البشــــر
فجاء رسولنــا الهــادي .... لبيــــــداءٍ وللـحـضــــــر
ليدعو الناس عن علــم .... من الرحمن ذي الأمـــر
فقــام لــه أبــو جهـــل .... وأتبــــاع مــــن القــــذر
وصدوا الناس عن هديٍ .... وعــن آياتــــه الخيـــــر
ومــــن تلقـــاه متبعــــا .... لخيــر النـــاس والنُــــذُر
يعــذب في مدينتهــــم .... ويبقى في دجى الأسر
فكم من محسن قتلـوا .... وكم قد هـان مـن ضـــرّ
فما وهنــوا ولا خافـــوا .... ولا فتنـــوا بـــذا العســر
وبعد سنين أخرجهـــم .... بنــو قـــوم إلى الجفــــر
فكانوا في أسى عيش .... ولم يجـدوا نــوى التمـر
ولا سقـــف يظللهـــم .... مـــن الأهــــوال والحـــر
ولا مــــاءٌ يبـــردهـــم .... ويخرجهـم مــن العســـر
ولا خــلّ يساعدهـــم .... وينقذهـــم مـــن الشـــر
ترى الأطفــال في ذلٍ .... فليـــس الأمــر بــالســر
ومع هذا فمــا فتنـــوا .... وقد ثبتــوا كـــذا الصـخـر
وقد صبروا على كيــد .... ومـا هابـــوا مـــن المكــر
لأنّ الحـــقّ غايتهـــم .... فمـــا أرقـــاه مـــن صبـــر
وكان رسولنـا فيهـــم .... رحيمـــا واســع الصـــــدر
ويدعـو الله في حــزن .... إلهـــي واهــــب النصـــر
عبادك من أذى عانــوا .... وذاقــــوا أعظــــم المـــر
وذلـك في عقيدتهــم .... وما عرفــوا مـــن الفكــــر
فأهل الكفر قـد نــذروا .... وقـد أوفـــوا بـــذا النــــذر
بأنْ يقضوا علـى ديــن .... وأنْ يمحى مــن الدهـــر
وقد عزمـوا مكائدهــم .... ليفنى النـور مـــن جـــذر
وأنـــت الله خـــالقنـــا .... وخالــــق كــل ذي قـــدر
هو المختـــار قدوتنـــا .... رفيــع الشــــأن والقــــدر
وذو الأخلاق محسنها .... بديــــع القـــول والذكــــر
فقــد جاءت عقيدتـــه .... بــلا سـحــــر ولا شعـــر
وقــد قامـت عقيدتــه .... علـــى التوحيـــد والبــــرّ
وفــي آياتـــــه عبــــرٌ .... كمـــا الزيتــون والعصــــر
وفي الرحمـن بشّرنــا .... بــــأزواج مـــــن الحــــور
وحذرنــــــا بــآيــــــات .... مــن النيــران والخســــر
وبالجنـــات أخبــــرنـــا .... فكـم فيها مــن البشــــر
وبالأخـــلاق سلّحنــــا .... ورغّبنـــا بـــذا الشكــــر
ومن أضحـى بزمرتــــه .... لــه الجنّـــات واليســـر
وإن تنظــــر لسيدنــــا .... فوجـه الحـــبّ كالبــــدر
له في الحسن أطيـاف .... وأوصـافٌ كمـــا الــزهــر
جمال الكون في رجــل .... مـــن الأنـــوار و النضــر
وإن دققــت في نظـــر .... فلم تسأم مــن النظـــر
أجـــــاب الله دعوتــــه .... وجدّ بهـم بـــذا السيـــر
فقد أذن لهـــم ربـــي .... بذي الأسفــار والهجـــر
ليثـربَ أرض خيـــــرات .... ديــار الخضــــر والتمـــر
ديار النصر فـي زمـــن .... يئن الكـون مـــن كفــــر
بهـا الأنصـــار عزوتنـــا .... أسـود الحـــقّ والنصـــر
وخيـر الخلق في سـرٍ .... وفــــي أثــــر أبو بكــــر
وقـد خرجـا إلى غــــار .... وقــد أسمـــاه بالثــــور
إلى الأنصـار بغيتهـــم .... كبـار النفـــس والقــــدر
وقد وصلـوا مدينتهــم .... وغنوا في شذى البـــدر
وقـد بدؤوا بدعوتهـــم .... بـلا خـــوف ولا عســــر
أضاء الكون مــن فــرح .... بدعـوة سيــد البشـــر
وقـام الحـق في بلــد .... ديــار الحـــق والخيـــــر
وكان الناس في حرب .... فأخـا بينهـــم عمــــري
فأضـحوا في الهدى جسدا .... بـلا حقـد ولا ضيـر
فقد جـاءت شريعتنــا .... بكـــلّ أمــــوره الخيــــر
فلا شـرك ولا غبـــن .... ولا شـيء مـــن العـــور
ولا جهــلٌ ولا ظلـــم .... ولا نـــوع مـــن الضــــرر
صفاء القلب يجمعهم .... وخيـــرات كمـــا النهـــر
وفـي آياتنـــا نزلـــت .... قتـال الشـــرك والكفـــر
فبعد الذلّ قد نصــروا .... بغــــزوات وفــي البـــدر
وفي الأحزاب ما هزموا .... وما هانوا مـــن الكـدر
وكان الناس في عيـر .... كثيـــر المـــال كالبحـــر
فقاموا في بسالتهـم .... إلــى الكفــار كالنســـر
فــلا شيء يردّعهــم .... وقد شدّوا بـذا السيـــر
وأهل الكفر في وجـل .... على الأمــوال والعـيــر
وإذ قامــت قيامتهــم .... كانّ الأرض مـــن جمـــر
وهم خرجوا إلى بــدر .... على جمع مــن الأمــر
وكانوا في ضلالتهــم .... على صـرح مـــن الكبـر
وظنـوا أنهـــم خلـــق .... مخالفهم لفــي عســر
ولكـنّ الهـــدى نـــور .... وأضـراب مـــن الفخـــــر
وبعد سويعة سقطـوا .... وقد أمسوا كذي الحمر
ومات كبارهــم قتــلا .... كبـير القوم فـي صغــــر
وعــاد القـوم في ذلّ .... لما وقعـوا بـــذا القهـــر
فما انتفعــوا بأمـــوال .... ولا شـيء مــن الوفـــر
وأهل الخيـر في فرح .... لما نالـــوا مــن الظفـــر
رسول الله في قــوم .... يشاركهــم بــذا النصـــر
فإنّ الحــق منتصـــر .... وأهل الحـــق في بشــر
ولكـنّ العــدا عــادوا .... ونـادوا في دنــا الحضـــر
هلمّوا يا بني قـــوم .... إلى الإســلام في كثـــر
لنقتــل كــلّ متبـــع .... ونعطيكــم مــــن الأجـــر
وقد جمعوا لنصرتهم .... أناساً مـن كـــلا الزمــــر
وساروا في قوافلهم .... إلى الإسلام في غــــرر
وأهل الحـقّ في دار .... وقد علمـوا بــذا الخبــــر
فقاموا مثلمـا أســد .... إلى الكفـار في سطــــر
وقـد دارت معاركهـم .... كبيـــن الظهــر والعصــــر
وقد غلبوا بمنهجهم .... أولــي الكفـــران والنكـــر
وكان المصطفى فيهم .... يخلي البعض في ثغـــر
ولمّــا قــد رأوا نصــرا .... أزاغوا عن هــدى الأمــر
أراد النـــاس أمـــوالاً .... وأشيـــاء مـــن الظفــــر
وبعد النصر قد هزموا .... وهانــوا بعـــد ذا الأمــــر
فإنّ النصـر لا يأتــــي .... لمـن ينـأى عــن الذكـــر
وبعد الخير قد صـارت .... قـوافـلهــم إلـى خســـر
وخيـر الخلق سيدنــا .... يعاني من شظى الضير
فقد قتلت أشاوسهم .... كحمـزة سيــد الحضـــر
وهـــذا كلّــــه حَـــزنٌ .... وأهــوال مــن العســـر
فـذا الإعـراض غايتــه .... عقوبـــات بـــذا القـــدر
وكان الأمر في صـحْبٍ .... ليبقــوا هــم كمعتبـــر
لأنّ النصـــر لا يأتـــي .... مع العصيـــان والكـــدر
فبعض الناس قد خرجوا .... عن الإحسان والسير
فأمسى الجند منهزما .... فكن يا ذاك في حـــذر
وجاء المكر مـن قـرش .... لأحـــــزاب كمقـتـــــدر
ومعهـــم كــلّ أعــراب .... بيوت الصـخــر والوبـــر
وبغيتهــــم عقيـدتنـــا .... فما خضعوا لـذي النـذر
أبو سفيــان قائدهـــم .... وجيش الحقـد في نفر
وأهل الحقّ في ضعف .... وفـي أهـوالـــه الفكـر
وقـد خافـوا ومـا أمنــوا .... من الأحــزان والخطــر
وبين القـوم سيدنـــــا .... يوجههــم إلى الصبـــر
وقد قالـوا لمرشـدهـم .... نجاهدهــم بــلا عــــذر
فإمّـا المـــوت يأخذنـــا .... وإمّـــا العـــود بالنصـــر
وشــاء الله نصـرتهـــم .... وهـــاج الريـــح بالصـــر
فــزلزلهـــم وأهلكهــم .... وذاقـــوا أعظــم المــــرّ
وعادوا في الأسى شذرا .... بــلا نصـــر ولا غيــر
وزال الخوف عن قــوم .... فكـان الخيـــر كالمطـــر
وساروا نحــو قبلتهــم .... على شـوق بـذا الظفـر
فمكة حضن دعوتهـم .... لـهـــا الأرواح كــالمهــــر
وقــد وصلـوا إلــى دار .... بهــا الخيــرات كالبحـــر
وبالأنوار قــد حفظــت .... برغـم الشـــرك والغــدر
ففيها البيت مسـجدنا .... حـمــــاه الله كــالـنــــور
وحـول البيـت أصنــام .... من الأخشـاب والحجــر
وسيدنـــا يحطّمهـــم .... وأعمـالاً مـــن السـحــر
وعاد البيت في خيــر .... فقد عــادوا إلى الطهــر
وإذ غُفـــر لمذنبـهــم .... لما خرجـوا مــن الكفـــر
وهذا العفو مـن ربـي .... عظيـم الشــان والأمـــر
هو الرحمــن خالقنــا .... تعـالـى الله عــن عــــور
وبعد الفتح هم ذهبوا .... لبـلــــدانٍ وذي المصــر
فأصبح أمـرها خيــــرا .... بما عرفــوا مـــن البــــرّ
وصار الناس في أمـن .... بــــلا إثــــم ولا عـهــــر
وغاب الشرك عن أرض....تحلـتْ في شذى الزهر
وعــمّ الخـيـــر أمتنـــا .... بـــذي الأنـهـــار والبّــــر
وصار الفرس في غيب .... ولا رومـان فـي الحضــر
وزال الظلـم عــن أرض .... وعاشت في سنا الفجر
فــــلا غــــدرٌ يؤرقهــــا .... ولا خافت مــن الشــرّ
فـــإنّ الله ينصـــرهــــا .... وينقـذهــا مــن الكفـــر
شعر :إبراهيم بركات /القدس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 16 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2015 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

401,849