مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

( أنا وصديقي والحجر ))
_____________

ويسألني صديقي
كيفَ تمازجت...
رحلةُ الفلاح ومواسمُ الحصاد..
والراعي...
بحبيباتِ المطر... في موسمٍ واحد..!!!
قال ذلكَ وانزوى...
كانزواء عذراءَ من الخجل..
تناثرت كلماتُه
في شاطئِ عشقٍ مرتحل...
تناوبت بذاكرتي الجرداءَ
شتى القوافي...
عشق الفيافي...
وألحان الأغاني
القديمة والحديثة....
تناوشتني شتى أشكال الفِكر...
أُتراهُ أصابني في مقتلٍ!!!
أم أني قادر على تجاوز كلّ الحفر!!
فجأة...
صرخت بداخلي أغنية...
ربما لا تشبه صهيل الأغنيات...
أما سمعتَ بأنَ للشاعر
ماليس لغيره.. من البشر !!!
المحرمات وكلّ أنواع الصور...
ارتسمت على ثغري ابتسامة...
ابتسامةُ فارس خارجٍ
من زعيق معركةٍ منتصر...
لاحَ في الأفقِ البعيدِ
والنسق السعيد..
لاحت ياصديقي آياتُ النصر...
وتسألني...
كيف تمازجت رحلةُ الفلاح...
والراعي...
وحفيفُ أوراق الشجر!!!
وعاشق مسكين...
بحبيباتِ المطر...
في موسمٍ واحد...
إنها ياصديقي
رحلةُ شاعر تائه
في بحور من الشعر
ومن النثر....
يهوىَ الحبَّ والنساءَ والأطفال...
وكل أشكال الغجر...
باختصار كل آهات الحياة
يسافر عبر المسافات
كأسراب طيور مهاجرة...
كغمز أنثى ساحرة....
يركبُ الموج العتيق...
والرياح..
وشتى أنواع السِحر...
يغازلُ...
يجاملُ
كلّ الإناث...
فما تعودَ لخاطرٍ أن ينكسر....
أنسيتَ صديقي
رحلةَ امرؤ القيس...
ومجنون ليلى العامرية
وبثينة...
وحسناوات ابن زيدون...
كتبوا بلا أدنى اتفاق...
عاشوا بافتراق....
واحتراق ...
وتمازجت لديهم كل المعاني والصور....
وتسألني كيف..
تمازجت رحلةُ الفلاح والراعي..
ونبحُ الكلاب...
وحفيفُ أوراق الشجر....
بحبيباتِ المطر !!!
إنها ياصديقي مشيئةُ الله...
إنها فرضُ القدر....
أتناسيتَ بأنّ ماذكرتَ وما رسمتَ...
عائلةٌ واحدة...
لو غاب إحداها لأنطفئ القمر
لاندثرت ملايين الِعبر
فكيف لمواسم الحصاد أن تأتي
لولا المطر...
وكيف للراعي أن يغزو المراعي...
وكيف تكتسي الأغصان بأوراق خضر...
وكيف للعاشق الولهان
أن يحيي ليالي السهر....
كلّ هذا ماكانَ...
ولايمكن أن يكون
إلا في حضرةِ آلهةِ المطر...
أوَ تعجبُ إن اجتمعوا
في ليلة من ليالي العمر....
كاجتماع المؤمنين في ليلة القدر
وتسألني.....
إنه ياصديقي تمازجُ الموت والحياة...
النارُ الحاقدة واللجاة...
الغرقُ وكلّ أشكال النجاة....
تمازجُ الإنسان ياصديقي
بالترابِ والعطر
أنسيتَ بأنه في لحظةٍ يتساوى
الإنسانُ والحجر...
فهل أظني بعدَ هذا
خرجتُ اليومَ من أتونِ معركتي
منتصر.. !!! ..
وترى من منا من الآخر يعتذر ...
=======
وليد ع العايش

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2015 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

402,623