عكسُ الريح

                               كلمات : محمد إسماعيل الرفاعي

 

أُفـاخِـرُ أنني يـومـاً

عبرتُ النيلَ

ذاكَ العـاتيَ الأزرقْ

وكنتُ أُقاومُ التيـارَ

رُغْمَ ضـراوةِ الإعصارِ

رُغْمَ تتابُعِ الأمواج كالفيلق

سبحتُ .. سبحتُ عكس الريحِ

من عمـقٍ تحارُ َ له محاراتٌ ُ .. إلى أعمـقْ

لم احمل معي المجدافَ

لم احتاجُ للزورقْ

ولا .. ما صحتُ يا صاحي

هلُمَّ إليَّ أنجدني

أغثني .. ها أنا أغرقْ

ولا .. ما خِفْـتُ

حين النيلُ كشّرَ نابَ غضبتِهِ

تفحّصني .. 

تمحّصني..

تملّى في مُحيَّايَ

وكم يا صاحبي حدَّقْ

فـمجدافي عصا صبري

وزورقي إذ.. عبرتُ النيلَ

 نورُ جبينِ من أعشق

فعِشْقُـهُ واهبٌ ثقـةً

إذا ما لاح  او أبرقْ

سلاحي دايماً عزمي

وكان الله في عوني

فهل .. من بعد ذا أُخْفِـقْ؟

تصايحَ بعضُ ِ من كانوا 

بظلٍ وارفٍ مورقْ

بشطِ النيلِ  حينَ رأى مُـحاولتي

فتمتم حانيـاً اشفـقْ

وصاحَ عليّ يا هذا :

توقفْ أيها الأحمقْ

تراجعْ أيها الأخرقْ

ولكني .. بِلا وجلٍ ..

عبرتُ النيلَ ذاك العاتيَ الأزرقْ

فبشَّ الشطُ مبتهجاً

بتلك الضفةِِ الأُخرى

إذا ما جئتُهُ فَـرِحاً

تبسّمَ ضاحِكـاً .. 

صفّـقْ

             ١٣/ ٢ / ٢٠٠٧

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 107 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2016 بواسطة ah-med

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

52,427