يعتقد الكثير من الخبراء والباحثين في مجال الزراعة أن مستقبل التقنيات والصناعات الغذائية،واستصلاح الأراضي، وزيادة المحاصيل وتحسين إنتاجيتها، فيه الكثير من ملامح التفاؤل خاصة بعد الإسهامات المتعددة التي أدخلتها التقنيات الحديثة ونظم المعلومات الآخذة في التطور للزراعة والمزارعين. ولايعتقد هؤلاء الخبراء والباحثون أن الحديث عن استخدام تقنيات الحاسب الآلي بالنسبة للمزراعين و"حوسبة" مزارعهم وحدائقهم بطريقة تؤدي لزيادة الإنتاجية أمر بعيد المنال.

بدايات الحلم


بدأت استخدامات الحاسب الآلي في البيئة الزراعية منذ عام 1977 عندما طورت شركتا "أبل" و"تاندي" نظم معلومات خاصة بهذه البيئة. وامتازت هذه النظم بالجودة المعقولة وسهولة استخدام الأجهزة. والتي كانت تتمتع بذاكرة قوية تمكنها من الاحتفاظ بالمعلومات الزراعية المطلوبة لإدارة وتشغيل ومتابعة المزارع والحدائق، لكنها على الرغم من ذلك لم تكن توفر للمزارع احتياجاته الكاملة من المعلومات والبيانات التي تمكنه من اتخاذ القرارات كما أن مستوى الوعي العام بالحاسب الآلي واستخداماته المتنوعة لم يكن بالقدر الكافي في تلك الفترة. وفي عام 1981 بدأت شركة "أي بي إم" في الاهتمام بهذا المجال الجديد وأجرت عدداً من الدراسات المهمة، وكان ذلك بمثابة تحول كبير تفائل معه الكثيرون بإمكان نجاح نظم الحاسب الآلي في المجال الزراعي. حيث وفرت الشركة للأجهزة التي أنتجتها ذاكرة أكبر خمس عشرة مرة من الذاكرات التقليدية التي كانت متاحة من قبل. وأنجزت النظم الجديدة والتطبيقات الزراعية للشركة أعمالها بسرعة فاقت خمسة أضعاف السرعات التقليدية في ذلك الوقت. وانتشرت التقنيات اللتي قدمتها "أي بي إم" في العالم بسرعة كبيرة، وهناك عوامل أسهمت في هذا الانتشار منها عدم اتخاذ الشركة اجراءات قانونية وتقنية لحماية برامجها وتطبيقاتها من الاستنساخ، فظهرت نسخ مقلدة في تايوان أدت إلى انخفاض أسعار هذه البرامج والتطبيقات المتعلقة بالبيئة الزراعية انخفاضاً كبيراً.

تجارب ناجحة


ومن الأمثلة والتجارب الناجحة التي أثبت فيها الحاسب الآلي القدرة على الإسهام في تطوير البيئة الزراعية إمكان الزراعة في منشآت خاصة ومجهزة أو مايطلق عليها الزراعة المحمية أو الصوبات، وتعتبر محاصيل الخضروات من أكثر المحاصيل استفادة من هذه التقنية التي تقيها الظروف الجوية المتقلبة وغير الملائمة، ويتوافر لهذه المحاصيل داخل الصوبات الظروف الملائمة مثل درجة الحرارة وشدة الإضاءة ويتحكم الحاسب الآلي في جميع هذه العوامل وتعديلها بما يلائم نمو النبات فيعدل درجات الحرارة تلقائياً للاستفادة القصوى من ضوء الشمس في الصباح، كما يضبط عن طريق القياسات نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو، ويركز العناصر في السماد وينظم حصص مياه الري ويرصد الأحوال الجوية خارج الصوبات عن طريق أجهزة الاستشعار اللاسلكية المرتبطة به.

ويستطيع المزارع عن طريق الحاسب الآلي تحقيق هذه الاستفادة من مكان مخصص في المزرعة للتحكم المركزي. ويكون في الغالب غرفة مخصصة ومجهزة لاتتعرض محتوياتها للتقلبات البيئية. ويطلق الحاسب الآلي العديد من الاشارات التحذيرية على صورة رنين في الموقع أو عن طريق الهاتف أو عن طريق أرقام تحدد لهذا الغرض.
ومنذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي كانت هناك بعض المحاولات من قبل خبراء التقنية في تصميم إنسان آلي (روبوت) يكون صديقاً للمزارع تشغله وتحدد حركاته نظم الحاسب الآلي المركزي. وكان الهدف من ذلك الحفاظ على معدل نمو الانتاج الزراعي، والمساعدة في تمهيد التربة وتسميدها وحراثها واجتثاث الحشائش، وتطهير ورش المبيدات، ونثر الأسمدة، وجني المحاصيل وغيرها. غير أن هذه المحاولات رغم نجاحها في انجاز بعض المهام لم ترق لمستوى الطموحات، وإن كانت الدراسات لتفعيل استخداماتها قد تضاعفت في الفترة الأخيرة.

البيئة والتنمية يناير2008

المصدر: مهندس/ مصطفى رشاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 147 مشاهدة
نشرت فى 24 ديسمبر 2011 بواسطة agriedunsinai

ساحة النقاش

التعليم الفنى الزراعى بشمال سيناء

agriedunsinai
مهندس مصطفى رشاد موجه الحاسب الآلى الزراعى بشمال سيناء فى بادرة ايجابية نقوم بفضل الله بانشاء موقع عام عن التعليم الزراعى بشمال سيناء للتعريف بنا ولتقديم خدماتنا وكل ما لدينا فى خدمة العملية التعليمية وخاصة فى المجال الزراعى مع دعواتكم لنا بالتوفيق وأن ينال موقعنا المتواضع تقديركم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

50,985