القواعد الأساسية لتغذية الحيوان
مقدمة
تعتبر الصورة النهائية للكائن الحى من حيث شكله الخارجى وإنتاجه ما هو إلا محصلة لعدة عوامل يمكن تلخيصها فى أثر العوامل الوراثية التى ورثها عن اباءه من جهة والعوامل البيئية المحيطة به من جهة أخرى ، والتغذية أول وأشد العوامل البيئية أثرا على نمو وإنتاج الحيوان فبدون الغذاء لا يمكن أن يعيش الحيوان أو أى كائن آخر وبدون اتباع أساليب التغذية السليمة لا يمكن أن نحصل من الحيوان على الإنتاج المناسب فى صورة لحم أو لبن أو بيض أو أى منتجات أخرى .
ويتأثر الجهاز الهضمى قبل غيره من أجهزة الجسم بنوع الغذاء وطريقة التغذية ثم يمتد التأثير بعد هضم وامتصاص الغذاء إلى أجهزة الجسم الأخرى التى تستخدم وتمثل تلك المواد الغذائية لتنتج الطاقة اللازمة لعمل أجهزة الجسم المختلفة .
الغذاء والغرض منه :
على ذلك يمكن تعريف الغذاء أنه هو كل ما يتناوله الحيوان لبناء جسمه والمحافظة على كيانه وحويته وتمكينه من الإنتاج .
ويؤدى الغذاء ثلاث وظائف رئيسية هى :
1. البناء والمحافظة على مكونات الجسم المختلفة .
2. مصدر للطاقة اللازمة لإنتاج اللحم ، اللبن ، البيض ، العمل ، ترسيب الدهن ، بالإضافة إلى الوظائف الحيوية الأخرى .
3. تنظيم العمليات الحيوية فى الجسم .
ويقوم بكل وظيفة من هذه الوظائف مركبات خاصة من مكونات الغذاء :
1- عمليات البناء :
حيث تساهم البروتينات بأكبر نصيب يليها المواد المعدنية فالماء ، فالفيتامينات ، فالحيوان النامى يكون معظم أنسجته من البروتين ومعظم هيكله العظمى من الأملاح المعدنية .
2- توليد المجهود الحرارى :
سواء لحفظ الحياة أو لصور الإنتاج المختلفة فإن الكربوهيدرات تساهم بأكبر نسبة تليها الدهون ثم البروتين . وأسس التغذية السليمة تحتم عدم استخدام البروتين كمصدر للطاقة وتوفيره للأغراض التى لا يمكن أن تقوم بها مركبات غيره وهى بناء الأنسجة وتعويض المستهلك منها .
كما أن توليد الطاقة من البروتين لا يعتبر اقتصادى بالمرة إذ يكلف أكثر من ضعف الثمن إذا ما أخذ من الكربوهيدرات أو الدهون .
3- وفى تنظيم العمليات الحيوية :
تساهم الفيتامينات والهرمونات والأملاح المعدنية والماء وكلها تساعد على سير التفاعلات البيولوجية وتمثيل الأغذية بما يمكن الجسم من القيام بوظائفه الحيوية ...وليس لهذه المواد قيم حرارية تذكر انما لولاها لما تمت هذه العمليات الحيوية بالجسم ونقصها يؤدى إلى اختلال وظائف الجسم الطبيعية .
يمكن تلخيص أهم القواعد الأساسية لتغذية الحيوان فيما يلى :
أولا : المركبات الغذائية اللازمة للحيوان Nutrients required by animals
ثانيا: كيفية استفادة الحيوان من الغذاء feedstuffs Utilization of
ثالثا: تقييم مواد العلف Evaluation of feedstuffs
رابعا : الاحتياجات الغذائية Nutritional requirements
أولا : المركبات الغذائية اللازمة للحيوان Nutrients required by animals
تلعب تغذية الحيوان والدواجن دورا هاما فى مشروعات الإنتاج الحيوانى وذلك عن طريق كميات الأعلاف وأنواعها وأسعارها بخلاف نوع الحيوان وملاءمته لمواد العلف المستخدمة فى التغذية والمواد الغذائية هى كل ما يعطى للحيوان لحفظ حياته ويسمى الغذاء فى هذه الحالة بالغذاء الحافظ وما زاد عن ذلك من الغذاء يتحول داخل جسم الحيوان إلى الإنتاج فى صور متعددة ويسمى هذا الجزء الزائد من الغذاء بالغذاء المنتج . ولا يقصد بالمواد الغذائية تلك المواد التى يستفيد الجسم من مركباتها العضوية وغير العضوية فحسب ... بل يقصد بها أيضا تلك المواد التى لا تحتوى على الكثير من المركبات الغذائية بقدر ما تؤديه من وظيفة ملء معدة الحيوان واحساسة بالشبع لتأخذ عمليات الهضم مجراها الطبيعى فى جسم الحيوان ويظهر هذا بوضوح فى الحيوانات المجترة التى تتغذى على المواد الخشنة كالاتبان والاحطاب والقش .
من هذا يتضح أن قيمة المواد الغذائية لا تتوقف على تركيبها الكيماوى فحسب بل تتوقف أيضا على فعلها الميكانيكى وعلى الحيوان الذى يتغذى عليها ، ويمكن التفرقة بين الغذاء ومادة العلف فالأول بطبيعته يصلح للتغذية وحده أما مادة العلف فقد تكون مادة مجهزة أو بسيطة تضاف مكملة لاغذية أخرى أو مخاليط منها .
العلاقة بين تركيب جسم الحيوان وتركيب الغذاء :
الحيوان منة المتجر ومنه غير المتجر أو وحيد المعدة .. وكلما كان الحيوان من تلك الانواع وحيدة المعدة و التى تحتاج إلى مواد مركزة سهلة الهضم تحتوى على نسبة قليلة من الالياف كلما انخفض بالتالى أهمية الأغذية الخشنة و ارتفعت فى نفس الوقت أهمية المواد المركزة المنخفضة فى محتواها من الالياف . وعلى العكس من ذلك نجد أن الحيوانات المجترة كالبقر والجاموس والغنام تحتاج إلى كميات كبيرة من الاتبان وبقايا المحاصيل الناتجة بالحقل ، ومن ثم تتضح أهمية الإكثار من هذه الحيوانات والاهتمام بها فى مزارعنا لاستغلالها فى تحويل بقايا المحاصيل عديمة النفع إلى مواد صالحة لغذاء الانسان كاللحم واللبن وغيرها وكلما كان الغذاء مناسبا لأنسجة الجسم والوظائف التى يؤديها فإن الحيوان يبقى فى صحة جيدة . ولا يجب الاهتمام بكمية الغذاء دون الاهتمام بمحتوى هذا الغذاء من المركبات الغذائية وهذا فيما يختص بالغذاء الحافظ ، أما الغذاء المنتج فهو ذلك الغذاء الزائد عن العليقة الحافظة ويوجه للإنتاج بمختلف صوره ... وايا كان نوع الإنتاج فيمكن الحصول عليه بواسطة التربية والتغذية الصحيحة للحيوان .
فمثلا الحيوان الصغير الذى لم يكتمل نمو اعضاؤه يجب أن يعطى المركبات الغذائية اللازمة له من بروتين ودهن وكربوهيدرات وماء ومواد معدنية من أجل إنتاج اللحم والعظم والدهن، وفى الوقت نفسه يجب أن يغطى الغذاء المجهود اللازم لاستمرار الحيوان . أما فى الحيوانات تامة النمو والتى تعطى صورا مختلفة من الإنتاج فيجب امدادها بأغذية توافق هذا الإنتاج ، فإذا كان المطلوب تكوين أنسجة بروتينية فى جسم الحيوان فيجب إضافة البروتين فى العلائق وأما عند تكوين دهن يضاف النشا أو السكر .. وعند إنتاج العمل تكون المواد الكربوهيدراتية الأخرى هى الاساس . وعموما فأن التغذية الصحيحة هى التغذية اللازمة للحصول على أكبر إنتاج بأقل كمية من الغذاء ، ولذلك يجب الالمام بتركيب مواد العلف و اهميتها كغذاء حافظ أو منتج .
والحيوانات المجترة مثل الماشية والأغنام والماعز هى التى تقوم باجترار الغذاء الذى قامت بتناوله مسبقا أو تقوم بمضخ بلعات مسترجعة من الكرش ليتم الطحن الجيد للغذاء الخشن المرتفع فى نسبة الالياف والذى يمكنها أن تستفيد منه بواسطة عمليات التخمر الميكروبى التى تحدث بفعل الكائنات الحية الدقيقة التى تعيش فى الكرش معيشة تكافلية مع الحيوان العائل .
ولذا فأن هذه الحيوانات تستطيع الاستفادة بصورة جيدة من الأغذية العالية فى محتواها من الالياف ( المواد الخشنة النباتية) .
وعلى ذلك فإن المكونات الرئيسية لمادة العلف تكون :
الماء أو الرطوبة
الرماد الخام
البروتين الخام
الدهن الخام
الالياف الخام
الكربوهيدرات الذائبة
1- الماء
يوجد الماء فى المادة الغذائية أما فى صورة حرة بينما يوجد الجزء المرتبط (مع البروتين أو الكربوهيدرات ) ويجب ملاحظة أنه كلما زادت كمية الماء فى المادة الغذائية كلما قلت قيمتها الغذائية.
وتختلف نسب الماء باختلاف المواد الغذائية فهى تتراوح بين 5 – 95 %
مثلا تكون فى حدود 10 % فى الكسب – الحبوب- البذور .
وتكون فى حدود 15 – 20 % فى الدريس .
وتصل إلى 85 % فى حالة الاعلاف الخضراء مثل البرسيم
وتصل حدها الاقصى (90 – 95 % ) فى تفل البيرة وبقايا عملية تصنيع بنجر السكر .
وهناك علاقة وثيقة بين المدة التى يمكن أن تحتفظ فيها المادة الغذائية محتواها من الرطوبة فزيادة نسبتها فى المادة الغذائية يسهل نمو البكتريا التى قد تكون سببا فى سرعة فساد الاغذية.
للماء وظيفتين :
1- وظيفة تكوينه :
يدخل فى تكوين جسم الحيوان مكونا حوالى 60 - 70 % فى وزنه .
فتركيب العضلات يحتوى على 30 % بروتين – 70 % ماء
أما تركيب الدهن يحتوى على 90 % دهن – 10 % ماء .
2- وظيفية فسيولوجية وتشمل :
يساعد فى عمليات القضم والبلع والاجترار والهضم .
يقوم بحمل المواد الغذائية الممتصة إلى الدم وكذلك يحمل الفضلات إلى خارج الجسم .
هو الوسط الطبيعى المناسب لجميع التفاعلات البيولوجية فى الجسم.
يعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق التبخير من سطح الجلد ( العرق ) والرئتين .
يكسب الجسم والعضلات المرونة المصحوبة بالقوة .
مصادر الماء اللازم للحيوان :
يحصل الحيوان عادة على معظم الماء اللازم له عن طريق :
ماء الشرب
الماء الموجود فى مواد العلف المختلفة .
الماء الناتج من عملية اكسدة المواد الغذائية ( الكربوهيدرات – البروتين- الدهون )
احتياجات الحيوان من الماء :
تختلف احتياجات الحيوان من الماء باختلاف عوامل كثيرة منها :
حجم الإنتاج:
الحيوانات ذات الإنتاج العالى من اللبن تحتاج إلى كميات أكبر من الماء بالمقارنة بالحيوانات ذات الإنتاج المنخفض .
نوع الإنتاج :
إنتاج اللبن يزيد من احتياجات الحيوان من الماء بالمقارنة بما يحتاجه الحيوان الجاف أو حيوان اللحم أو حيوان الصوف.
عمر الحيوان :
تقل الاحتياجات من الماء للحيوانات البالغة عنها للحيوانات النامية
درجة الحرارة:
نجد أن ارتفاع درجة حرارة الجو تسبب زيادة احتياج الحيوان من الماء .
الفصائل الحيوانية المختلفة :
تختلف احتياجات الحيوان من الماء تبعا لنوع الحيوان فمثلا احتياج الجمل من الماء أقل من احتياجات الخيل .
نوع الغذاء و تركيبه :
عند التغذية على مواد غذائية تحتوى على كميات كبيرة نسبيا من الاملاح المعدنية فأن ذلك يسبب زيادة احتياج الحيوان للماء .
الرعاية الجيدة:
هى ترك الحيوان يحصل على كميات كافية من الماء النظيف تبعا لاحتياجاته .
2- الكربوهيدرات :
تعتبر المصدر الرئيسى للطاقة فى الغذاء وتتركب الكربوهيدرات من الكربون و الايدروجين و الاكسجين ونسبة الاخيرين لبعضهما كنسبة وجودهما فى الماء 2 : 1 .
وتكون الكربوهيدرات 65 – 80 % من المادة الجافة بالحبوب والمواد الخشنة .
وبالتحليل الكيماوى تنقسم الكربوهيدرات إلى :
أ – مجموعة الكربوهيدرات الذائبة فى القلويات والأحماض الخفيفة ويطلق عليها Nitrogen – free - extract ويرمز لها NFE وتشمل السكريات والنشويات .
ب – الالياف الخام Crude fiber ويرمز لها CF وهى غير قابلة للذوبان فى القلويات والأحماض الخفيفة وتشمل المواد السليولوزية وبعض اللجنين ( وهو غير كربوهيدراتى ) وتعتبر الألياف الخام مصدر غير جيد للطاقة وكلما زادت نسبة الالياف الخام بمادة العلف كلما قلت قابلية المركبات الغذائية الأخرى للهضم ومن ثم تنخفض القيمة الغذائية لمادة العلف . وتتراوح نسبة الالياف الخام بين 2 % فى حبوب الاذرة إلى 40 % فى مصاص القصب وتستطيع المجترات والفصيلة الخيلية هضم السليولوز فى الألياف بواسطة الأحياء الدقيقة والطاقة المستمدة من الكربوهيدرات تستخدم فى أداء العديد من الوظائف الحيوية فى جسم الحيوان للحفاظ على الحياة وللنمو والتكاثر وتكوين المنتجات الحيوانية .
ونسبة الالياف فى النبات تختلف تبعا لعدة عوامل :
عمر النبات:
تقل نسبة الألياف الخام فى النباتات صغيرة السن وتزيد عند كبر النبات .
أجزاء النبات :
تزيد نسبة الألياف الخام فى السيقان وتقل فى الأوراق .
تختلف نسبة الالياف الخام باختلاف المواد الغذائية :
تكون حوالى 40 – 45 % فى القش و الاحطاب و الاتبان .
تكون حوالى 20 – 25 % فى الدريس .
تكون حوالى 1 – 10 % فى الحبوب .
يحتاج الحيوان إلى كميات من الألياف الخام فى غذائه عادة – باستثناء مرحلة الرضاعة وبالإضافة إلى قيم الألياف الخام كغذاء فلها فوائد أخرى :
1. تشعر الحيوان بالشبع الامتلائى .
2. تنبه حركة المعدة والأمعاء فتسير عمليات الهضم فى مستواها الطبيعى .
3. تنبه افراز االعصارات الهاضمة .
4. تساعد على تكوين البراز الطبيعى وعلى عملية إخراج الفضلات .
اللجين ( أحد مكونات الالياف الخام ) لا يهضم على الإطلاق أما بالنسبة للسليلوز و الهمسليلوز – تستطيع الحيوانات المجترة التى لها معدة مركبة ( كرش – شبكية – ورقية – انفحة) أن تستفيد منهم بواسطة الكائنات الحية الدقيقة الموجودة فى الكرش التى تقوم بالتأثير عليهم و إنتاج الأحماض الدهنية الطيارة التى تعتبر مصدر للطاقة فى هذه الحيوانات ( حمض الاستيتيك – حمض البروبيويك – حمض البيوتريك ) .
لذلك نجد أن علائق الحيوانات المجترة يمكن أن تحتوى على نسب عالية من الألياف الخام بالمقارنة بالحيوانات ذات المعدة الواحدة .
3- الدهن الخام :
تدخل الدهون فى تركيب الخلية النباتية ويختلف محتوى المادة الغذائية من الدهون فالحبوب و البذور تحتوى على نسبة أعلى فى الدهن بالمقارنة بالأوراق أو السيقان ومن أغنى البذور بالدهن بذور الكتان وعباد الشمس حيث تصل نسبة الدهن بها إلى 30 – 40 % يتكون الدهن فى جسم الحيوان من الأغذية الموفرة للمجهود الحرارى الزائدة عن احتياجات الحيوان الحرارية (الكربوهيدرات – الدهون – البروتين ) ومعظم المتكون منه جسم الحيوان مصدرة للكربوهيدرات لأن الدهن لا يضاف إلى العلائق المعتادة للماشية ولا يوجد منه إلا النسبة الموجودة طبيعيا فى مواد العلف التى لا تزيد عن 5 % فى معظم مواد العلف .
ويوجد الدهن بجسم الحيوان كمركبات نباتية فى الأنسجة والأعضاء أو بمثابة مركبات مخزنة لتركيز الطاقة الزائدة عن حاجة الحيوان ويمكن للجسم أن يستغلها وقت الحاجة .
وتوجد الدهون النباتية السائلة تحت درجة حرارة الغرفة لاحتوائها على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الغير مشبعة أما الدهون الحيوانية فتكون متماسكة على درجة حرارة الغرفة لاحتوائها على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المشبعة ويخزن الدهن فى جسم الحيوان فى أماكن مختلفة ( تحت الجلد – بين وداخل العضلات – الفراغ البطنى – حول الكلي ) .
وظائف الدهن :
1. تبطن الجلد وبذلك تنظم الفقد الحرارى .
2. تستعمل كوسائل لحماية المفاصل والعظام من الصدمات .
3. تستعمل كوسائد لحماية الأعضاء الداخلية المعلقة مثل القلب – الكليتين .
4. تذوب فيها بعض الفيتامينات مثل A , D , K , E .
5. بعض الأحماض الدهنية الغير مشبعة مثل اللينوليك و اللينولينيك و الاراكيدونيك تكون أساسية ونقصها يؤدى إلى مشاكل غذائية وصحية حيث لا يستطيع الحيوان تكوين هذه الأحماض الدهنية فى جسمه ولابد من توفيرها فى الأعلاف .
هناك اتجاه حديث فى تغذية الحيوانات المجترة هو استخدام نسب عالية من الدهون المعاملة بالكالسيوم و التى ثبت أن لها تأثير جيد على صفات الذبيحة وذلك فى مراحل التسمين المختلفة .
4- البروتين الخام :
يعتر البروتين من أهم المركبات الغذائية بجانب كونه مصدرا هاما من مصادر الطاقة شأن الدهن و الكربوهيدرات إلا أن له وظائف لا يمكن أن يقوم بها أى مركب غيره فهو يستعمل فى بناء الأنسجة وفى تعويض واستبدال بروتينات الجسم المهدومة ويدخل فى تكوين الأنظمة الإنزيمية و الهرمونات .
ونسبة وجود البروتينات فى الأغذية تختلف فمثلا فى الأغذية الغنية بالبروتين مثل الاكساب وبذور البقوليات ودريس البقوليات حيث تتراوح نسبته بين 30 – 50 % بينما تحتوى الحبوب من العائلة النجيلية على نسبة قليلة من البروتين ( 8 – 12 % ) .
ينقسم البروتين الخام إلى قسمين :
1- بروتين حقيقي :
وهى الأحماض الامينية التى ترتبط مع بعضها برابطة ببتيدية مثل بروتين اللبن – الحبوب – البذور – الأكساب – وهذا النوع من البروتين مهم جدا فى تغذية الحيوانات ذات المعدة البسيطة( الدجاج ) .
وتنقسم الاحماض الامينية إلى :
أحماض آمينية أساسية :
وهى الأحماض التى لا يستطيع الحيوان تكوينها ولابد من وجودها فى العلائق .
أحماض امينية غير أساسية :
وهى الأحماض التى يمكن للحيوان تكوينها .
إلا أن الحيوانات المجترة تستطيع تصنيع الأحماض الامينية الأساسية إذا ما وجد مصدر للنيتروجين عن طريق الأحياء الدقيقة الموجودة بالكرش .
2- بروتين غير حقيقي :
ويطلق عليها المواد الازوتية غير البروتينية وتشمل الأحماض الأمينية المنفردة – الأمونيا – اليوريا .
ويجب الإشارة إلى أن الحيوانات المجترة تستطيع دون غيرها من الحيوانات الاستفادة من البروتين الغير حقيقي فى بناء بروتين أجسامها ( البروتين الميكروبي ) ثم الاستفادة من هذا البروتين الميكروبى ( القيمة البيولوجية 60 % ) فى سد احتياجات الحيوان من البروتين .
وتستخدم المواد الأزوتية غير البروتينية فى علائق المجترات بنسب لا تزيد عن ثلث بروتين العليقه .
أهمية البروتين :
1. يكون الجزء الأساسي فى جميع الأعضاء والأنسجة.
2. يدخل فى تركيب الإنزيمات والهرمونات والأجسام المضادة التى تكون مناعة الجسم ضد الأمراض .
3. يلعب دورا هاما فى عملية الهضم والتمثيل .
5- المادة المعدنية:
وهى تشمل العناصر المعدنية التى يحتاجها الحيوان والموجودة فى المواد الغذائية وتنقسم إلى :
أ – عناصر كبرى :
وهى التى يحتاجها الحيوان بكميات أكبر نسبيا من العناصر الأخرى مثل صوديوم – كالسيوم – فوسفور – ماغنسيوم – بوتاسيوم – كبريت .
ب – عناصر صغرى :
وهى التى يحتاجها الحيوان بكميات قليلة مثل حديد- كوبالت – نحاس – منجنيز – سلينيوم – زنك.
يحصل الحيوان على العناصر المعدنية اللازمة له من الأغذية النباتية غير أنه فى بعض الأحيان تكون محتويات هذه الأغذية من هذه العناصر غير كافية لتغطية حاجة الحيوان من هذه العناصر ولذلك يلزم إضافة هذه العناصر فى صورة أملاح معدنية إلى غذاء الحيوان حتى يمكن المحافظة على صحته وإنتاجه .
للأملاح المعدنية وظائف عديدة:
1. تدخل فى تركيب الجهاز العظمى بنسبة عالية كما أنها تدخل فى تركيب الأنسجة الرخوة .
2. بعض العناصر المعدنية توجد فى حالة اتحاد عضوى مع البروتينات كما هو الحال فى الكبريت الذى يدخل فى تركيب الأحماض الامينية مثل السيستين – الميثيونين – والفوسفور الداخل فى تركيب الفوسفوليبيدات الموجودة فى الدم وأنسجة الجهاز العصبى .
3. يدخل بعضها فى تركيب هرمونات الجسم مثل اليود الذى يدخل فى تركيب هرمون الثيروكسين .
4. يدخل بعضها فى تركيب الفيتامينات كما هو الحال بالنسبة للكوبالت وفيتامين ب12 .
5. المحافظة على النشاط العضلى فالعضلات تحتاج إلى أملاح معدنية لتأدية وظيفتها مثل الصوديوم – البوتاسيوم – الكالسيوم – واختلاف نسب وجود هذه الأملاح يؤدى فى كثير من الأحيان إلى انقباضها .
6. تنظيم الانتشار الغشائى والضغط الاسموزى .
7. ضرورية لتكوين بعض الأنظمة الإنزيمية فالنظام الإنزيمى يتكون من البروتين ومجموعة مرافقة بدونها لا ينشط الإنزيم وكثير من هذه المجموعات المرافقة تكون من المعادن النادرة Trace elements .
الفيتامينات
مركبات عضوية ليس لها وظائف تركيبية باستثناء فيتامين ( أ ) الذى يدخل فى تركيب عين الإنسان وليس لها قيمة حرارية ولكن لها عمل فسيولوجى هام يجعلها ضرورية فى الغذاء ونقصها يؤدى إلى اضطراب عمليات التمثيل الغذائى أو اضطراب العمليات الحيوية فى الجسم أو وقف النمو أو بطئه ولهذا النقص علامات مميزة تظهر على الحيوان .
وتقسم الفيتامينات إلى :
1. فيتامينات قابلة للذوبان فى الدهون :وهى تخزن فى الجسم مع الدهون وهى A , D , K , E .
2. فيتامينات قابلة للذوبان فى الماء :وتشمل مجموعة فيتامين B وكذلك فيتامين C .
والحيوان المجتر يمكنه تخليق فيتامينات C,B فى جسمه بواسطة الكائنات الحية الدقيقة الموجودة فى الكرش والفيتامين الوحيد الذى يحتاجه طوال مراحل حياته هو فيتامين ( أ ) الذى توجد مادته الخام فى النباتات الخضراء فى صورة كاروتين أما فيتامين ( D ) فيخلقها الحيوان بتأثير أشعة الشمس .
ويجب ألا يفوتنا أن العجول الرضيعة لا تعتبر حيوانات مجترة لأن كرشها لم يكتمل بعد فلا يمكنها إذا تصنيع مجموعة فيتامين C,B بل يجب إضافتها إلى أغذيتها .
ثانيا : كيفية استفادة الحيوان من الغذاء feedstuffs Utilization of
حتى يستفيد الحيوان من غذائه فإنه يلزم أن يمر بأربعة خطوات هامة هى :
1- الهضم Digestion
ويشمل سائر التغيرات التى تحدث لمواد العلف معقدة التركيب داخل القناة الهضمية والتى ينتج عنها مركبات بسيطة قابلة للامتصاص فى الدم والسائل اللمفاوى ويشمل الهضم :
أ – عمليات ميكانيكية :
وتشمل تكسير وطحن ومضغ بالأسنان للغذاء واختلاطه باللعاب فى الفم ثم الاجترار فى المجترات حيث تعود الكتلة الغذائية إلى الفم بفعل انقباضات عضلات الكرش والقلنسوة لإعادة مضغها .
ب – عمليات كيميائية:
وتتم بواسطة العصارات الهاضمة ( الإنزيمات ) التى تفرزها القناة الهضمية وأيضا التى تفرزها الأحياء الدقيقة بالكرش ( هضم ميكروبي ) .
تشمل المعدة المجترة 4 أجزاء هى : الكرش Rumen - القلنسوة أو الشبكية Reticulum - الورقية أو أم التلافيف Omasum - الأنفحة أو المعدة الحقيقية Abomasum وسعة الأجزاء الأربعة على الترتيب 8 ، 5 ، 7 ، 8 % تقريبا من السعة الكلية للمعدة المجترة هذا ويعتبر الهضم فى الخنزير إنزيميا كلية ولذلك لا يستطيع الاستفادة من المواد الحشنة أما الحيوانات آكلة الحشائش كالمجترات والفصيلة الخيلية فأن الهضم بها يكون ميكروبيا وإنزيميا معا ويتم الهضم الميكروبي فى الأقسام الثلاثة الأولى من المعدة المجترة ( وفى الأعور والقولون بالأمعاء الغليظة للفصيلة الخيلية ) ويتم الهضم الإنزيمى فى المعدة الرابعة . وتراجع المقدرة العظيمة للمجترات على الاستفادة بمواد العلف الخشنة إلى السعة الكبيرة لقناتها الهضمية وإلى قدرتها الكبيرة على هضم الالياف .
وظائف الأحياء الدقيقة :
تعيش أنواع عديدة من البكتريا والبروتوزوا فى الكرش ولكل نوع منها وظائف محددة وتوجد علاقات متداخلة بين البكتريا و البروتوزوا فى الكرش .
1. هضم السليلوز ( وبعض النشا ) إلى أحماض دهنية طيارة VFA's ( معظمها خليك وقليل منها بروبيونيك وبيوتريك ) + ميثان + ثانى أكسيد الكربون.
2. تخليق الأحماض الامينية الضرورية لبناء بروتين جسمها من أحماض امينية غير ضرورية أو مركبات نتروجينية غير بروتينية بسيطة كاليوريا والامونيا ( وقد وجد أن البروتوزوا تمد الحيوان بنحو20 % من البروتين اللازم لحفظ حياته .
3. تخليق مجموعة فيتامينات ( ب ) المركبة فلا يحتاج الحيوان إليها من مصادر خارجية بغذائه .
نتيجة الهضم
عموما تكون نتيجة هضم الكربوهيدرات سكريات ذائبة والبروتينات أحماض امينية فى الحيوانات ذات المعدة البسيطة أما فى الحيوانات المجترة فأن الكربوهيدرات تهضم إلى أحماض دهنية طيارة وغازات وتهضم البروتينات إلى ببتيدات وأحماض امينية بواسطة الأحياء الدقيقة وبعض الأحماض الامينية تتحلل إلى أحماض عضوية وأمونيا وثانى أكسيد الكربون وبذلك فأنه يحدث تكسير للبروتين ( degradation ) كما يحدث أيضا تركيب للبروتين ( synthesis ) فى الكرش وتكون نتيجة هضم الدهون أحماض دهنية وجلسرين ( ثم يتحدان مع بعضهما لتكوين الدهون مرة أخرى ) .
2- الامتصاص Absorption :
هو مرور النواتج النهائية للهضم من القناة إلى مجرى الدم ويحدث الامتصاص أساسا خلال الخملات ( Villi ) المبطنة للغشاء المخاطى للأمعاء الدقيقة وتتحد أوردة الأمعاء مع بعضها مكونة الوريد البابى ( Portal vein ) الذى يحمل المواد الممتصة إلى الكبد اولا ثم إلى القلب . وتمتص نواتج هضم الدهون فى جهاز اللمف أولا قبل دخولها مجرى الدم وبالإضافة إلى ذلك فأنه فى المجترات يتم امتصاص معظم الأحماض الدهنية الطيارة الناتجة من هضم السليولوز عن طريق جدران الكرش حيث تغطى نحو60 % من الطاقة اللازمة لحفظ حياة الحيوان .
3- التوزيع Circulation :
هو انتقال المركبات الغذائية المهضومة الممتصة من القناة الهضمية إلى أنسجة الجسم المختلفة عن طريق الأوعية الدموية كما تعود نواتج التمثيل الغذائى إلى دورة الدم خلال الأوعية الدموية واللمف ويحتفظ الدم بنسبة ثابتة من السكر ويخزن جزء قليل منه على صورة جليكوجين فى الكبد والعضلات والسكر الزائد يستهلك فى إنتاج الطاقة وما يفيض بعد ذلك يخزن على صورة دهن وتتحد نواتج هضم الدهون ( أحماض دهنية وجلسرين ) تكون دهن من جديد يصل إلى مجرى الدم الذى يحتفظ بنسبة ثابتة من الدهون أما الدهن الزائد فأنه يذهب إلى أنسجة التخزين .
4- التمثيل الغذائى Metabolism :
ويشمل جميع التفاعلات والتغيرات التى تحدث للمركبات الغذائية المهضومة والممتصة من كربوهيدرات ودهون وبروتينات بفعل الإنزيمات داخل الخلايا بأنسجة الكائن الحى ويشمل التمثل الغذائى باختصار عمليات ثلاث هى :
أ – الأكسدة ( او الهدم ) Catabolism
وهو اتحاد اكسجين الهواء ( الآتى من الرئة بواسطة الدم ) مع كربون ، ايدروجين ، نيتروجين المركبات الغذائية وتكون نتيجته تكون ك21 + يد12 + يوريا على التوالى وتنطلق الطاقة اللازمة لحفظ حرارة الجسم ومدة بالطاقة اللازمة للحركة والإنتاج.
ب- البناء Anabolism
وهو تكوين أنسجة جديدة معظمها بروتينية فى جسم الحيوان الصغير النامى ومعظمها دهنية فى جسم الحيوان التام النمو ويتكون الدهن من كربوهيدرات ودهن الغذاء وأيضا من الجزء غير الازوتى من البروتين الفائض عن حاجة الجسم.
ج - الافراز Secretion
وفيه يتخلص الجسم من نواتج التأكسد عديمة النفع وتشمل ثانى أكسيد الكربون والماء واليوريا مع بعض الأملاح عن طريق البول .
ثالثا: تقييم مواد العلف Evaluation of feedstuffs
- المركبات المهضومة الكلية Total digestible nutrients :
لا يمكن الاعتماد على التركيب الكيماوى وحده فى تقييم مادة العلف لأن الحيوان لا يستفيد بكافة كميات المركبات الغذائية الخام بل يستفيد بالجزء المهضوم منها . وأول فقد يحدث فى الغذاء يتمثل فى جزء غير المهضوم الذى لا يمتص ويخرج من الجسم على صورة روث والفرق بين ( المركبات الغذائية المأكولة - المركبات الغذائية المفقودة بالورث = المركبات الغذائية المهضومة ) وهذا الفرق عبارة عن الهضم الظاهرى ( Apparent ) وليس الحقيقى وذلك لآن الروث لا يحتوى فقط على الجزء غير المهضوم من الغذاء بل يحتوى أيضا على مواد من مصادر أخرى تشمل ( كميات من نواتج التمثيل الغذائى + مخاط من الأمعاء + أحياء دقيقة ) ولهذا السبب يعطى الهضم الظاهرى أرقاما منخفضة عن الهضم الحقيقى ولتقدير النسبة الهضمية أو معامل الهضم لكل مركب من المركبات الغذائية بمادة العلف يلزم إجراء تجربة هضم ( Digestibility trial ) كالآتى :
عادة تؤخذ ثلاثة حيوانات وذلك لاختلاف قدرة الأفراد على هضم الغذاء ثم يؤخذ المتوسط ويفضل إجراء تجارب الهضم على الذكور ( دون الإناث ) وذلك لسهولة جمع الروث والبول كلا على حدة فى الذكور وغالبا ما تجرى تجارب الهضم على حيوانات صغيرة الحجم ( كباش بالغة ) فتوضع بعد وزنها فى صندوق هضم ( الجزء العلوى منه عبارة عن قفص ملحق به مكان لوضع الغذاء وللصندوق أرضية مزدوجة العليا ذات ثقوب متسعة يقف عليها الحيوان والسفلى ذات ثقوب ضيقة تحجز كرات الروث وتسمح للبول بالمرور منها إلى قمع موضوع فوق زجاجة كبيرة ) وقد تستخدم أكياس معينة تثبت خلف الحيوان بأربطة خاصة لجمع الروث هذا وتخلط مادة العلف جيدا حتى التجانس وتوزن بالضبط الكمية المقررة فى اليوم للحيوان وتقسم إلى وجبتين متساويتين وتستمر الفترة التمهيدية أسبوعا على الأقل ولا يجمع خلالها روث ولا بول وفائدتها تنحصر فى :
1. تعويد الحيوانات على المعيشة فى صندوق الهضم .
2. تعويدها على تناول المادة أو العليقة المراد اختبارها .
3. أخلاء قناتها الهضمية من بقايا العليقة السابقة .
4. وبعد ذلك تبدأ الفترة الرئيسية للتجربة وتستمر أسبوعا وفيها يسجل يوميا وزن الغذاء المأكول والروث المفرز ويجفف الروث يوميا فى الفرن .
وتؤخذ عينات ممثلة للعلف وللروث وتحلل كيماويا فى المعمل ويحسب معامل الهضم لكل مركب غذائى كالأتى :
معامل الهضم لكل مركب غذائى = المهضوم / المأكول * 100
مثال :
أجريت تجربة هضم باستخدام كبش بالغ تام النمو يتغذى على دريس البرسيم وكان متوسط المأكول اليومى من الدريس 1.200 كجم ومتوسط المفرز من الروث الطازج فى اليوم = 0.600 كجم .
وفيما يلى نتائج التحليل الغذائى لهما وحساب معاملات الهضم والمركبات المهضومة .
المركبات المهضومة الكلية = % للبروتين المهضوم + % للألياف المهضومة+ % للكربوهيدرات المهضومة+ % للدهن المهضوم * 2.25
TDN % = 6 + 15 + 30 + ( 1 * 2.25 ) =53.25%
وهذا يعنى أن كل 100كجم من دريس البرسيم تحتوى على 53.25 كجم مركبات مهضومة كلية وتتفاوت مواد العلف فى محتواها من TDN فالبرسيم ( حشة ثانية ) 9 % و الدراوة 13 % وتبن القمح 44 % وحبوب الاذرة 83 % .
والنسبة الغذائية أو ( Nutritive ratio ) عبارة عن نسبة البروتين المهضوم إلى المركبات المهضومة غير البروتينية.
NR = DP / DP – TDN
وهذه النسبة تعطينا فكرة عن مدى قلة أو وفرة البروتين المهضوم بالنسبة للمركبات المهضومة الأخرى التى تستخدم كمصدر للطاقة وتكون النسبة الغذائية ضيقة فى المواد المركزة كأنواع الكسب ( 1 : 1.2 فى كسب القطن المقشور ) ومتوسطة كما فى دريس البرسيم بتجربة الهضم بالمثال السابق ( 1 / 7.9 ) وتكون النسبة متسعة فى تبن القمح ( 1 : 4 ) .
هذا وعندما يراد تقدير معامل الهضم لمكونات مادة علف مركزة فأنه لا يمكن اعطاؤها وحدها للحيوان المجتر حتى لا تحدث له اضطرابات هضمية بل تعطى بالإضافة إلى دريس معروف هضمه فى تجربة هضم سابقة ويعتبر الدريس هنا عليقة أساسية ( Basal ration ) .
2- معادل النشا Starch equivalent
وهو مقياس يعبر عن قدرة مادة العلف على تكوين الدهن بجسم الحيوان وقد قام كلنر Kellner فى ألمانيا بإجراء سلسلة من تجارب التنفس والموازنة على الثيران البالغة وقام بتقدير قدرة مواد العلف المختلفة على تكوين الدهن بالجسم مقارنة بقوة النشا وقد اختار كلنر أسم معادل النشا للتعبير عن الطاقة الصافية لمواد العلف لأن الفلاحين ومربى الماشية فى ذلك الوقت من نهاية القرن التاسع عشر كان من الصعب عليهم الأخذ بالكالورى كوحدة للطاقة .
ومعادل النشا عبارة عن : عدد كيلوجرامات النشا المهضوم التى تكون فى جسم حيوان تام النمو نفس كمية الدهن التى تكونها 100 كجم من مادة العلف بعد سد الاحتياجات الحافظة .
وقد وجد كلنر إمكانية حساب معادل النشا لمواد العلف بإجراء تجارب هضم فقط دون الحاجة إلى استخدام غرف التنفس الباهظة التكاليف وذلك بإيجاد المركبات المهضومة ثم ضرب كل منها فى معادل النشا له المتحصل عليه من تجارب التنفس وجمع الناتج وعندما قارن معادل النشا المتحصل علية بالحساب ( من تجربة الهضم ) بمعادل النشا الفعلى المتحصل عليه ( من تجارب التنفس ) وجد أن الحسابى يزيد بدرجة قليلة عن الفعلى علل الفرق بينهما فى الطاقة المفقودة من الغذاء أثناء مضغه ونقله بالقناة الهضمية وسمى ذلك بفعل الهضم( Work of digestion ) وقد لاحظ كلنر أن الفرق يزيد كلما زادت نسبة الألياف الخام بمادة العلف الخشنة وذلك بمقدار 0.58 وحدة لكل1 % ألياف خام وعلى ذلك يضرب هذا العامل ( 0.58 ) فى % للألياف الخام ويخصم الناتج من معادل النشا الحسابى للحصول على معادل النشا الفعلى للمواد الخشنة وبالنسبة لمواد العلف الخضراء تستخدم العوامل 0.29 – 0.58 وذلك تبعا لنسبة الألياف الخام بها 4 – 16 % .
ولا يجاد معادل النشا الفعلى للمواد المركزة لم يستخدم كلنر طريقة التصحيح للألياف بل استخدام الرقم الغذائى( Value number ) .
الرقم الغذائى ( للمواد المركزة ) = معادل النشا الفعلى (من تجارب التنفس ) / معادل النشا الحسابى ( من تجارب الهضم ) * 100
ومنه يكون معادل النشا الفعلى = معادل النشا الحسابى * الرقم الغذائى .
وقد اقتراح غنيم فى مصر أنه فى حالة عدم معرفة الرقم الغذائى للمادة المركزة فأنه يجرى خصم الألياف بها بمعدل 0.3 كجم معادل نشا لكل 1 % ألياف خام وعلى ذلك يضرب هذا العامل 0.3 فى % للألياف الخام ويخصم الناتج من معادل النشا الحسابى للحصول على معادل النشا الفعلى وقد وجد أن الأرقام الناتجة لا تختلف كثيرا عن المتحصل عليه باستخدام الرقم الغذائى من جداول كلنر ( وهو 100 للشعير ، 98 لكسب الفول السودانى ، 97 لكسب الكتان ، الخ ) .
والجدول التالى يوضح معادل النشا للمركبات الغذائية المهضومة ومقدار الخصم لكل 1 % ألياف خام .
والجدول التالى يوضح كيفية حساب معادل النشا لمادة خشنة ( دريس برسيم ) ولأخرى مركزة ( كسب كتان ) باستخدام المركبات الغذائية المهضومة المتحصل عليها من تجارب الهضم .
ويلاحظ أن القيمة الغذائية فى TDNقريبة جدا من معادل النشا الحسابى فى كل من المادتين الخشنة والمركزة ولكن الفرق بين TDN وبين معادل النشا الفعلى كبير فى حالة دريس برسيم حيث يبلغ 18.1 وحدة بينما الفرق قليل فى حالة كسب الكتان حيث يبلغ 2.6 وحدة